الشباب قوة كامنة وطاقة متفجرة، واستعدادات هائلة لاقتحام المجهول، ما يفرض على المجتمع والقائمين على المؤسسات الشبابية والثقافية، السعي إلى احتواء هذا الاكتواء، وضم الغصون الخضراء إلى كنف المحبة أولاً، ثم التدريب على توجيه هذه الطاقات باتجاه المعقول والمقبول والمطلوب اجتماعياً ووطنياً.
في صيفنا هذا كما في أصياف سابقة، تعمل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة على تبريد صيفنا بأنفاس شباب، يتدفقون من أنحاء الدولة، للتدريب في ورش سينمائية وتشكيلية ومسرحية، ودورات في القرآن الكريم واللغة الإنجليزية والتدبير المنزلي ونشاطات أخرى تعين الشباب على الاستفادة، مرحلة الصيف، مرحلة فراغه الوسيع.. الاهتمام بالشباب هو الاعتناء بالوطن والإنسان، وهو رفع النشيد عالياً، فرد الأشرعة وفتح النوافذ باتجاه فضاءات تستقطب أوكسجيناً نقياً صافياً من شوائب التعب والنكد والكبوات النفسية، وسعي الوزارة نحو هذه القضية الوطنية المهمة يسفر عن وعي ونفاذ بصيرة، ويفصح عن قدرة متناهية على تجاوز حدود الأعمال الروتينية، والانطلاق نحو غايات أرحب، ورايات أخصب، وهذا في الحقيقة ما يرتب وجدان شبابنا، ويهذب مشاعرهم، ويؤثث قلوبهم بالفرح والاعتزاز بالنفس، والانتماء إلى الوطن.
الشعوب لا ترقى ولا تتطور إلا بارتقاء المشاعر وتخلصها من مثالب وعواقب ونواكب هواجس مرهقة ومهرطقة.. الشعوب الحية النابضة هي التي تضع فورة الشباب نصب أعينها لأنهم الحاضر، ولأنهم المستقبل، ولأنهم الأمل، ولأنهم بريق المقل، ولأنهم الأصل والتواصل، ولأنهم الفصل والمفاصل، ولأنهم الكلمة المزخرفة الزاهية على شفتي أم تنتظر عودة فلذة كبدها من خارج المنزل، مشرقاً بابتسامة الفرح، مزدهراً بالمعنويات العالية، متحدثاً بلغة مشحونة بهرمونات الحب والوفاء لوطن العطاء.
أمنياتنا أن يلبي شباب البلد نداء وزارة الشباب، ويندمج الجميع في هذا العمل الشبابي الوطني، كسراً للفراغ، ودرءاً لأخطاره التي طالما أفقدت الوطن أعزاء وأحباء.. أمنياتنا أن تكون المشاركة من أجل الاستفادة، والانخراط جدياً، ليؤتي مجهود الوزارة ثماره، وليجني هذه الثمار أبناء الوطن.
أمنياتنا أن يحظى هذا الجهد بتكاتف والتفاف مؤسسات أخرى تساعد وتعاضد، ليكون الزخم أكثر كثافة، وتكون الفائدة أعظم وأهم.. مؤسسات أخرى معنية بهذه الجهود، فلابد أن يكون لها دور، ولابد أن تدلو بدلوها، ليصير الماء العذب أكثر غزارة.


marafea@emi.ae