مرَّت أعرابية من بني نمير على مجلسٍ لهم في يوم ريح، فقال رجل منهم: يا أعرابية إنك لرسحاء، فقالت الأعرابية: والله يا بني نمير ما أطعتم الله ولا أطعتم الشاعر، فقال الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، وقال الشاعر: فغض الطرف إنك من نمير فلا كعباً بلغت ولا كلابا سمع أعرابي أعرابية حسناء تقول وقد أتت إلى جانب النهر: يا جارية أين أضع رجلي؟ فقال الأعرابي مازحاً: على كتفي. فقالت الأعرابية: بخُفي، قال لها: على رقبة زوجك، فقالت له: من أين خرجت؟ قال لها: من بيتك، فقالت له: مصفوعاً، قال لها: على تهمةٍ بك، فقالت له: وأنت منها بريء. كتب أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان إلى الحجاج: أما بعد، فقد بلغ أمير المؤمنين أنك تنفق في اليوم ما لا ينفقه أمير المؤمنين في الأسبوع وتنفق في الأسبوع ما لا ينفقه أمير المؤمنين في الشهر ثم قال منشداً: عليك بتقوى الله في الأمر كــــله وكـن لوعيد الله تخشى وتضـــرع ووفر خــــــراج المسلمين وفيئهم وكــــــــن لهم حصناً تجير وتمنع فكتب إليه الحجاج: لعمري لقد جــاء الرسول بكتبكم قراطيس تملى ثــم تطوى فتطبعُ كتاب أتاني فيه لين وغلظـــــــة وذكرت والذكرى لذي اللب تنفعُ وكانت أمـــــــــور تعتريني كثيرة فــــــــأرضخ أو أعتل حينا فأمنعُ إذا كنت سوطا من عذاب عليهم ولم يك عندي بالمنــــافع مطمعُ أيرضى بذاك الناس أو يسخطونه أم أحمد فيهم أم ألام فأقــــــذعُ وكانت بــــلاد جئتها حين جئتها بها كــــــــل نيران العداوة تلمعُ فقاسيت منها ما علمت ولم أزل أصارع حتى كـدت بالموت أصرعُ وكم أرجفوا من رجفة قد سمعتها ولو كان غيري طار مما يـــــــروعُ وكنت إذا هموا بإحدى قناتهـــم حسرت لهم رأســــــــي ولا أتقنعُ فلو لم يذد عني صــــناديد منهم تقسم أعضائي ذئـــــــاب وأضبعُ قال: فكتب إليه عبد الملك أن اعمل برأيك. Esmaiel.Hasan@admedia.ae