في الصغر كنت أشاهد مسلسل "لا إله إلا الله"، وكان المسلسل الذي يحكي قصة سيدنا موسى عليه السلام يقوم بتغطية المشاهد التي يتحدث فيها عن النبي موسى عليه السلام بالسرد على لسان الشخصيات الأخرى، وظننت وأنا طفلة بأن الممثلين وحدهم القادرون على رؤية النبي لذا قررت ببراءة الأطفال أن أغدو ممثلة حتى أتمكن من مشاهدة جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.. واليوم يطول السجال حول مسلسل "الفاروق" عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد الخلفاء الراشدين، بعيداً عن الفتاوى لأن هناك من هو أجدر مني بالكلام عنها من أهل العلم والدين والفكر، أعود إلى حلمي كطفلة أو طفل لا يدرك ما يقدم أمامه ولا يفصل بين الواقع والتمثيل وأن ما يحدث على الشاشة هو عبارة عن رؤية مخرج العمل واجتهادات طاقمه وليس بالضرورة أن يقدم الواقع بكل ما فيه، خصوصاً إذا ما علمنا أن معظم الأعمال التي تعرض في رمضان عادة ما تتقيد بعامل الزمن، بالإضافة إلى أنها تتبنى زاوية معينة، كما أن الأعمال التمثيلية في العادة تعتمد في الجذب على عنصر الصورة والحبكة والأداء. وفيما يخص الأعمال التاريخية ما نبحث عنه كمشاهدين يختلف في العادة عما تقدمه الأعمال الاجتماعية أو الترفيهية، نحن لا نبحث عن الفانتازيا ولا المتعة البصرية ولا الضخامة الإنتاجية، ولكن عن التاريخ الذي نحفظه في ذاكرتنا، ويلمس وجداننا خصوصاً عندما تتطرق الدراما أو التمثيل لشخصيات أثروا فينا ولهم مكانة خاصة في تاريخنا الذي يمثلنا. من المهم معرفة من يجسد هذه الشخصيات التاريخية وماذا سيجسد بعد هذه الشخصيات التي ترتبط بفكر وخيال المشاهدين وتلامس وجدانهم. وقال الحبيب علي زين العابدين الجفري على إحدى القنوات الفضائية عن تجربته قائلاً "وأنا في سن السادسة كنت أشاهد فيلم الرسالة الذي أخرجه الأستاذ الكبير مصطفى العقاد رحمه الله، وهذا الفيلم أثر في حياتي كلها.. لكن رسخ في ذهني أن سيدنا حمزة هو الأستاذ عبدالله غيث رحمه الله، ونشأت على هذا حتى بلغت سن الـ 14" وأوضح الجفري أنه في هذا السن صدم بمشهد للفنان عبدالله غيث يخالف الفكرة التي نشأ عليها أو لا يرتقي بالفكرة التي عاشت في خياله منذ مشاهدته فيلم الرسالة، وشخصية حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه التي ربطها بالممثل. لم أر "الفاروق" ولكنني أتساءل عما سيحمله هذا المسلسل؟! ameena.awadh@admedia.ae