سائقو سيارات الأجرة من أكثر السائقين تجاوزاً لقواعد المرور، والأكثر خطورة على الطرقات العامة، والأكثر تسبباً في الحوادث المرورية، والأكثر تجاوزاً، وتجاهلاً، لقواعد السير المروري، وعندما تجتمع كل تلك الصفات التي لا أبالغ ولا أتحامل عليهم، مع كثرة سيارات الأجرة ونسبتها العالية في شوارعنا فإنهم بالتالي يشكلون خطراً حقيقياً على الطرقات، ومستخدمي الطريق بشكل عام، لذلك فإن إحدى النصائح المتداولة الحذر من القيادة خلف سيارة أجرة، لما تشكله من خطورة نتيجة عدم تقيد سائق سيارة الأجرة بقواعد المرور، وضربه عرض الحائط لكل مبادئ وأنظمة ولوائح السير، فلا يمكن أن تأمن لسائق سيارة أجرة في السير بشكل سليم وملتزم، فهم أكثر المخالفين بين السائقين، رغم أن واجبهم ودورهم يفترض بهم العكس.
لذلك من الأهمية تصحيح هذا الاعوجاج بالمجتمع، فسائق سيارة الأجرة يحمل رسالة مهمة عن البلد والمدينة التي يعمل بها، ويكفي أنه أول من يستقبل السائح أو القادم للبلد، وما يمكن أن يقدمه ويتركه من انطباع لدى أي شخص غريب، ومن هنا لابد من تثقيف سائقي سيارات الأجرة للقضاء على استهتارهم وضربهم للوائح وقوانين المرور عرض الحائط، ويجب على الجهات المسئولة التي تدير هذا القطاع الحيوي أن تعمل بشكل جدي على تغيير نمط، وسلوك، سائقي سيارات الأجرة وكيفية تعاطيهم وتعاملهم مع مستخدمي الطريق وقواعد السير والمرور التي يجب أن تكون مقدسة لديهم.
وإذا كنت خلف سيارة أجرة توقع أي تصرف في أي لحظة، ولا يمكن أن تأمنه وتأمن قيادته بأن لا ينعطف يميناً فجأة ودون أي مقدمات ومعطيات، فقط لأنه لمح راكباً على جانب الطريق، أو تذكر أنه يجب عليه الدخول من مدخل بعد أمتار قليلة، أو فهم مقصد راكب معه يريد النزول عند نقطة تجاوزها، كما أن سائق سيارة الأجرة لايرى حرجاً أو ضرراً من الوقوف منتصف الشارع لإنزال أو صعود راكب، ولا باس من الانتظار لحين الحصول على دراهم يجمعها من هنا وهناك، فقد يجد ضالته من الدراهم في شنطة صغيرة يدسها تحت مقعده، وعلى طابور السيارات الذي تكدس خلفه الانتظار لحين إنجاز المهمة، كما أنه قد يرفع ضغطك وحرارة مكابح سيارتك بوقوف مفاجئ للأسباب ذاتها، وقد وقد وقد، وكلنا يعرف مواقفهم وتصرفاتهم جيداً، وهو ما يحتم على المعنيين بسيارات الأجرة بالعاصمة أبوظبي تحديداً وضع حد لهذه الممارسات المسيئة والخطرة، والتي ندفع ثمنها باهظاً كل عام من جراء الحوادث التي يرتكبها أو يتسبب فيها سائقو سيارات الأجرة.
قد يكون أحد الحلول إخضاع من يريد قيادة سيارة أجرة لفحص خاص ودورات مكثفة في التعامل مع الطريق قبل الزج به خلف المقود بالسيارة الفضية أو الذهبية أو غيرهما، حفاظاً على الأرواح والممتلكات وسمعة العاصمة.



m.eisa@alittihad.ae