بصراحة.. ما راحت إلا علينا نحن جيل المخضرمين الذين عاشوا حياة ما قبل وبعد النفط، فلا أخذنا من سلك الأولين، وقلنا فلحنا، ولا لحقنا على جديد التالين، وقلنا غنمنا، عيل نحن المخضرمين تفوتنا الموضات الجديدة، ولا نعرف نتعامل معها، لا نقدر نربي زنداً لنفرح بالوشم عليه أو التبختر به في الـ”مولات” ولو أكلنا مثلهم أكل الخيول، ويوم وصلت موضة ذيل الحصان أو مثل ما يسميها الجيل الجديد”بوني تيل” التفتنا وإذا الشعر متفرق، واحدة مشرّقة، وأخرى مغرّبة، والرأس تقول باتت تهب عليه سهيلي صليم. لا لغات مثل هذا الجيل، حين يرطن الواحد منهم بالإنجليزية مثل الذي يعلج لبان، وحرف الـ”P” يلفظونه صحيحاً، وتسمع لكلمة”إيتالي” رنيناً غير عادي، يغلونها ويتلاقفونها في الفم، مثلما تلفظها شابة أميركية طويلة، وصحتها ممتازة للغاية! ترى “الرك على التعلوم” والتدرج من الحضانة إلى الروضة إلى الصفوف الابتدائية الدنيا، ونحن كانوا ينقّزونا من عند المطوعة إلى خلاب النخل إلى الصف الثاني”ب”، وحتى الأهل، ما كانوا يوقرونا أمام المدرس، أو يطلقون علينا صفة تلميذ أو طالب، كانوا يأخذوننا بضبعنا، ويقولون:”شوفوا.. جان بترومون على هاليعري.. وبتعلمونه رأس روس، دار، دور، وبيروم ينفع عمره، تراه دونكم، لا تسلمون منه إلا العين”. إذا كنا من الجهل، نسمي لعبة الأطفال صورة، وكنا نحسبها مثل “البرميت أو الشكليت” وذاك من ذاك الذي كان يأكل آيس كريم، ما عليه.. الأول شو كانوا يبيعون عند المدارس”سمبوسة، ودنجو، وباجلا، وفرّاخ، وهندال” لا تغذية، ولا فيتامينات، ولا كالسيوم، والذي يسبق منا يركب في البسطة، وإلا يتم متعلق، ما شيء حافلات مدرسية، ظلينا بالسنين والمنين نعتقد أن المنديل أو الرمال أو الدسمال للمدرسين والمثقفين بس. أقول لكم.. ما كنا نقدر نلبس كندورة كويتية أم ياقة أو قطرية أم كلر وبازم، وممنوعة علينا تحسونة “التواليت” ولولا ظهور النفط لكان الواحد منا يذهب للمدرسة بمخلاته أو شنطته وخنجره، أو يمكن يسير إلى الدوام بخزام وعصا، بصراحة النفط غيّر وحاول أن يبدل، لكن الوقت سبقنا، والقوم لحقونا. الآن.. لو أن واحداً من هؤلاء المخضرمين، اعتبر نفسه متطوراً، ويعرف أونّه كمبيوتر، وهو في داخله يحب البر والمزيون، وتعنّ عليه أغاني بالروغة وجابر جاسم وقديم ميحد، ويحب يغرّز في الرمل، وما يستغني عن مقفلة السح وفنجان القهوة، وسار بيخطب واحدة من كليات التقنية، ما إلها إلا تطبّ وجه بالتراب، على قولنا القديم أو على طريقتها الجديدة، ما بتقبل “تشاتي معاه” لأنه في فراغ حضاري بينهما، أو على رأي بذر هالوقت “فيه كاب.. فيه مس أندر ستاندنج.. واووو.. بصراحة صعب وايد هاجيه”! amood8@yahoo.com