عندما نتحدث عن صناعة السياحة، تقفز إلى الأذهان فوراً صناعة الطيران، ورغم أن الفارق كبير بين الاثنتين، وأن هناك مجالات عديدة مختلفة بينهما، إلا أن الطيران هو جناح السياحة ومفتاحها في العصر الحديث. السياحة بدأت قبل الطيران بمئات السنين، سافر البشر على اقدامهم وعلى ظهور الخيل والجمال والمراكب والسفن والسيارات والقطارات قبل أن تعرف البشرية الطيران، وقبل أن يتحول الطيران إلى وسيلة نقل منتشرة على ظهر الكرة الأرضية. ومع ذلك، أصبح الطيران هو وسيلة النقل الأولى في العالم، وهو المحرك الأساسي للسياحة في العالم، خاصة مع تطوره وزيادة معدلات الأمان، وكونه وسيلة النقل الأكثر أماناً بين وسائل النقل الأخرى. لذلك لا تنجح صناعة السياحة في بلد ما إلا بنجاح صناعة الطيران، وبوجود شركات طيران تستطيع أن تمد أذرعها إلى شتى الوجهات السياحية حول العالم، وأن تقدم خدمة راقية وقوية إلى العديد من البلدان المصدرة للسياحة حول العالم. لذلك يمكننا القول إن صناعة السياحة في الإمارات حققت نتائج سريعة وقوية على مستوى العالم نتيجة وجود شركات طيران قوية في الإمارات، على رأسها شركة طيران الإمارات وشركة الاتحاد للطيران، ويكاد لا يمر علينا شهر إلا وتجد إحداهما وقد افتتحت خطاً جوياً جديداً، وبدأت علاقات جوية مشتركة من بلدان جديدة، لتبدأ من خلفهما صناعة السياحة في العمل على تلك الأسواق الجديدة، فالطيران هو مفتاح أبواب السياحة المغلقة. على الجانب الآخر، يستفيد الطيران أيضاً من النشاط السياحي، ويعد من أهم عناصر الترويج، وبعد فتح الأبواب ينتظر الطيران أن تعمل الجهات السياحية على تنشيط الخطوط الجوية، وبالتالي زيادة عدد الركاب وزيادة نسب امتلاء المقاعد، وتنتظر السياحة من الطيران أيضاً أن تقدم خدمات متميزة بأسعار مقبولة حتى يمكن تنشيط الحركة السياحية. وهذه العلاقة المشتركة، والمصالح المتبادلة بين القطاعين تعني أنهما يعملان معاً وأنهما لا غنى لواحد عن الآخر، لذلك يصبح من الضروري أن يتعاون القطاعان معاً لتحقق كل منهما أهدافها. بحكم عملنا نشارك في العديد من الرحلات الجوية الأولى بين المطارات الإماراتية وبين مطارات عديدة حول العالم، لتفتح هذه الرحلات آفاقاً جديدة لصناعة السياحة الإماراتية، وكلما شاركنا في رحلة من هذه الرحلات، نلمس مدى الفضول لدى سكان تلك الوجهات في زيارة الإمارات، وهنا يأتي دور القطاع السياحي. أعتقد أن شركات السياحة بحاجة إلى المزيد من الجهود لاقتحام تلك الأسواق الجديدة، لجلب المزيد من السياح منها، والترويج للمقاصد السياحية الإماراتية.صحيح أن هيئات ودوائر السياحة تعمل جاهدة لهذا الترويج والتسويق، ونشكر جهودها الملموسة، ولكن الشركات السياحية مطالبة بالقيام بدور أكبر، فهي صاحبة الخطوات الفعلية على أرض الواقع، وهذه الخطوات تحتاج إلى مزيد من القوة والثبات والجهد من اليوم الأول. ونحن في انتظارها.. وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com