هدف التوعية المرورية جعل جميع مستخدمي الطريق من سائقين ومشاة على علم واقتناع بقواعد وتعاليم وأصول وآداب السير والمرور، التي تكفل لهم السلامة إذا تصرفوا وفقاً لتلك القواعد والأصول والآداب. والجهود في إطار التوعية المرورية واضحة ومتواصلة، وقد يوقفك الشرطي المختص بالتوعية ليناولك كتيب إرشادات وتعليمات، وقد لا تقرأ، وفي الغالب قد تتصفح الكتيب، ويبقى مهملاً في السيارة، إلى أن يشاء الله، من دون أن يستفيد منه أحد، ومع ذلك، وعلى الرغم من الجهود المبذولة للحد من الحوادث المرورية، والحد من مخالفة قوانين المرور، تبقى النسب عالية، وإن كانت تتناقص بمعدل سنوي، فالعلم بتلك القواعد وحده لا يكفي، فمن المهم الاقتناع بأهمية الالتزام بتلك القواعد، لأنها تكفل السلامة والأمان، فمجرد الالتزام بها خشية الرقيب سيسمح بالمخالفة كلما غاب ذلك الرقيب. ومن أجل ذلك لابد من مراعاة العوامل النفسية لدى المتلقين عند تخطيط حملات التوعية المرورية، فضلاً عن معرفة أعمار وفئات المتلقين، فلم تعد التوعية مقتصرة على السائقين، لأن الحوادث أو قواعد استخدام الطريق معني بها جميع فئات المجتمع، بمن فيهم الأطفال وطلاب المدارس، ومن هنا يأتي دور المنزل أو الوالدين ودور المدرسة أو حتى المربية، إضافة إلى وسائل التوعية التقليدية بطبيعة الحال، فالمسألة قضية وطنية تحتم تكاتف الجميع على المستوى الوطني، لأن الهدف هو ضمان سلامة الإنسان وممتلكاته والحفاظ على أمن البلاد ومقوماتها البشرية والاقتصادية. غير أنه ومع دخولنا في عصر الإعلام الاجتماعي بشكل لم يتصوره أحد من قبل صار لابد من الاتجاه إلى التوعية باستخدام الإعلام الجديد، خصوصاً مع وجود أجهزة الهواتف الذكية التي سمحت بتداول الأخبار والصور ولقطات الفيديو عبر مختلف وسائل الاتصال الاجتماعية بشكل واسع، وبصورة غير مسبوقة، فإنه أصبح حتمياً في هذا الوقت مواكبة ذلك التوجه باستخدام تلك الوسائل الحديثة من أجل التوعية، خصوصاً مع الإقبال عليها من قبل شريحة كبيرة، غالبيتها العظمى من السائقين الشباب. بغض النظر عن الإشكالية التي يسببها استخدام الهواتف الذكية من تسبب في كثير من الحوادث، فذلك أمر واستخدامها في التواصل والتوعية أمر آخر، ليس بينهما تناقض أو تداخل. الأمر الآخر في مسألة الالتزام بالقوانين، أياً كانت، هي الثقافة والوعي، فكلما تحضرت الشعوب، كلما انعكس ذلك على تصرفات الأفراد، وعلى سلوكياتهم، والسلوك الفردي هو الذي يشكل السلوك الجمعي في نهاية المطاف، ولو بدأ كل فرد بالالتزام بالسلوك الصحيح سنجد أن جميع أفراد المجتمع ينتهجون الاتجاه نفسه، فالسلوكيات الصحيحة تنتقل بين الأفراد بطريقة مرنة. bewaice@gmail.com