يبدأ الصيف وتبدأ قائمة طويلة من التنبيهات بأضرار الشمس، وكأنها تشرق لأول مرة، حيث نسمع من يقول، احذر من "شمس القايلة" أو الظهيرة، فالبشرة في خطر والمظلات لا تحمي من حرارتها، خذ احتياطاتك لمواجهتها، أكثر من شرب الماء، لا تمش حافي القدمين فالأرض مصابة بضربة شمس، والرمضة حتماً ستلسع قدميك، انتبه لمركبتك فالسيارة تحتاج لتغيير الإطارات، ولا تتحمل المسافات.. لا تنس النظارات الشمسية فعينيك لن تقوى على غمزات هذه الشمس..إلخ. تقول إحدى الصديقات "لا أستطيع أن أعمل أو أقوم بأي شيء في مثل هذا الطقس المشمس، لا أعلم لما يتم دائما الربط بين الصيف والنشاط.. بالنسبة لي الصيف دعوة للخمول والكسل"، ربما تكون محقة في ذلك والسبب يعود لوجود "المكيف"، فإذا افترضنا اختفاء هذا الجهاز من حياتنا يمكن أن تتغير الأمور كثيراً في مثل هذا الطقس، لزاد النشاط وألغيت دعوة الخمول هذه، ولكننا نحمد الله كثيراً على نعمة هذا الجهاز وغيره من النعم التي لم تكن متوافرة في عهد أجدادنا. حقاً مسكينة هذه الشمس التي لا يعرف قيمتها إلا الطبيب عندما يخبرك بنقص فيتامين "د" في جسمك ويشدد عليك أن تتعرض للشمس.. هذه نعمة يجب أن لا تحرم نفسك منها"، احترقت أجسادنا ولم يرتفع هذا الفيتامين!، فيما يصر البعض على أن هذه الأجواء هي الأجدر والأقدر في التعامل مع شحوم أجسادنا فوحدها القادرة على إذابة هذه الجبال الدهنية التي نحملها وهي الوصفة الأكثر فعالية من وصفات الريجيم الأخرى، ففي خمس دقائق تظهر النتائج!!، وفوائد الشمس ليست مرتبطة فقط بالصحة والرشاقة بل والجمال أيضاً، والعجيب أن هناك بعض الفتيات اللواتي لم يكتفين بحرارة الشمس والألوان الطبيعية التي يصطبغن بها ولجأن "للتان" طالبات سمرة مواكبة للموضة وليست للطبيعة.. وله في خلقه شؤون!!. احترنا مع هذه الشمس واحتارت هي معنا بين الفائدة و"الضرر" جلست هذه الشمس، تراقب ظل خطواتنا ونحن نحتمي منها تارة ونقترب منها تارة أخرى.. لكننا بالتأكيد نحتفي بها كما سمعنا فيروز وهي تشدو من ألحان سيد درويش "طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة"، لتضيع كل هواجسنا وتتبخر وتبقى هذه الشموسة النور والأمل الذي نرتبط معه في كل إشراقه لها وكل ميلان سواء كانت عمودية أو مائلة، المهم أن تكون مشعة في سمائنا، فهي كما قال حافظ إبراهيم: إنمــــــــــا الشمس وما في آيِها مِــــــــن معان لمعت للعارفين حكمةٌ بـــــالغةٌ قــــــــد مثّلت قُـــــدرة الله لقومٍ عـــــــاقلين ameena.awadh@admedia.ae