تحاول أن تتعايش مع كونها متزوجة من رجل لا تحبه، تقنع نفسها بأنها مثل كل المتزوجات في المجتمعات العربية، حيث يكون فيه الزواج في الغالب مدبراً عن طريق الأهل أو الأقارب، ترضى بالمقسوم، فهو ليس سيئاً، فهو طيب القلب ويمنحها ما تريد ويلبي طلباتها حتى لو كانت تعجيزية، لكنه مع ذلك لم يتمكن من دخول قلبها بالرغم من زواجها منه منذ أكثر من عام، لم يتمكن من ملامسة روحها أو أن يجعلها لا ترى غيره في هذا العالم، ولذلك فهي إلى الآن لم تستطع نسيان حبها الوحيد. وتبرر لنفسها ذلك، فلابد أن زوجها هو أيضاً يعيش حالة تناقض بينه وبين نفسه، لأنه ربما لا يزال يحن لماضيه ولمغامراته النسائية التي شهدتها فترة ما قبل الزواج، فكل الشباب كذلك فلم لا يكون هو أيضاً كذلك.. تنظر إليه وهو نائم، شخيره يزعجها، تتركه في سباته وتقضي الساعات على الهاتف مع حبها الأول، تختلس الدقائق أحيانا لتراه، ثم تطورت الأمور فصارت تقضي معه الساعات في غياب زوجها.. تشعر أحياناً بأنها لم تمنح زوجها الفرصة لتحبه، وربما لأنه هو أيضاً بارد عاطفيا، فلا يسمعها كلمات تهز وجدانها كما يفعل غيره، وهي امرأة تحتاج إلى تلك الكلمات المعسولة، تقنع نفسها بأنها حاولت كثيراً مع زوجها ليتغير ويمنحها ما يمكن أن يمنحه الآخرون ولكنه مختلف، صامت، ربما لأنه يعتبر نفسه رجلاً رزيناً لا يجب أن يتصرف تصرفات صبيانية، وربما لأنه يعتبر مشاعر الحب تصرفات صبيانية، فليهنأ برزانته إذاً، فقد حاولت أن تمنحه الحب لكنه لم يبادلها سوى الابتسام، والصمت. في ذلك اليوم طلبت منه أن تحتفل معه بعيد ميلادها في مطعم راق فسخر منها ومن أفكارها التي لا تناسب المجتمع، وفي مرة تأبطت ذراعه في المركز التجاري فكان يشعر بالحرج وتملص من يدها مبتعداً لأن ذلك يندرج في خانة العيب أمام الناس، ربما يكون متزمتاً تقليدياً أكثر من اللازم لكن ذلك لا يبرر خيانتها، غير أنها مع ذلك تجد تبريراً لما تقوم به، تلوم زوجها على كل ما يحدث، فهو السبب وهو المسؤول، تتجاهل كل ما تفعله رغم أنه محرم عرفاً وديناً وأخلاقاً، تنسى أنها لو لم تعرف الخيانة من قبل لما حدث كل هذا، لو لم تخن ثقة ذويها لما وصلت إلى هذه النتيجة أبداً. وتتناسى أن حبها الأول لو كان يحبها فعلاً لتقدم إليها مبكراً ولتوج حبه لها بالزواج منها، تعرف كل ذلك لكنها تتجاهله، لأن كل ذلك يضفي على حياتها المغامرة والتشويق الذي تبحث عنه.. bewaice@gmail.com