يشيع عدد من الأخطاء اللغوية بين الناس قولاً وكتابة، وتتعدى هذه الأخطاء العامة من الناس إلى ألسنة الكثيرين ممن يفترض أنهم على مستوى معين من الدراية بلغتهم، بل على وسائل إعلامية تصل إلى الملايين، وهنا المشكلة حيث تشيع هذه الأخطاء الشائعة كالنار في الهشيم، ومع التكرار المتواصل تتأصل في الذهن كأنها واقع لا فكاك منه ولو كان فيه الكثير من الخطأ. شائع جداً قول الناس: "جئنا سوية لحضور الاحتفال"، وفي هذا خطأ لأن كلمة سوية لها معانٍ كثيرة، ولكنها بعيدة عن معنى المرافقة أو المصاحبة الجماعية المقصودة في العبارة، فالسوية تعني الاستواء والمماثلة في مثل قولنا "الناس سويّة أمام القضاء" أي على مستوى واحد لا يعلو أحدهم إلا بالحق، والسويّة: العدل في القسمة "قسم الأب بين أبنائه بالسويّة"، أي بالمساواة، والمعادلة في الحصص. والسَّواء بفتح السين، مرادف للسوية في المماثلة والمعادلة والمساواة. أما السِّواء بالكسر "كسر السين" فمعناه الأرض التي ترابها كالرمل. وسَوَّى الشيءَ وأَسْواهُ: جعلَه سَويّاً. وهذا المكان أسْوى هذه الأمكنة أي أشدُّها اسْتِواءً. وأرض سَواءٌ: مُسْتَويةٌ، ودارٌ سَواءٌ: مُسْتَويةُ المَرافِق. وثوبٌ سَواء: مسْتَو عرضُه وطولُه وطبقاتُه، ولا يقال جملٌ سواء ولا حمار ولا رجل سواء. واسْتَوَتْ به الأرضُ وتسَوِّتْ وسُوَّيَتْ عليه، كلُّه: هَلك فيها. وقوله تعالى: لو تُسَوَّى بهمُ الأرضُ؛ فسره ثعلب فقال: معناه يَصيرُون كالتراب، وقيل: لو تُسَوَّى بهم الأرضُ أي تستوي بهم؛ وقوله: طال على رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ، وعَفا واستَوى به بَلَدُهْ. ورجلٌ سَويُّ الخَلْق والأُنثى سَويَّةٌ أي مُسْتَوٍ. والمُستَوي التامُّ في كلام العرب الذي قد بلغ الغاية في شبابه وتمامِ خَلْقِه وعقلِه. واستَوى الرجل إذا انتهى شَبابه، قال: ولا يقال في شيءٍ من الأشياء استَوى بنفسِه حتى يُضَمَّ إلى غيرِه فيقال: استَوى فلانٌ وفلانٌ، إلاَّ في معنى بلوغ الرجل النهايةَ. الصواب إذاً أن نقول "جئنا معاً إلى مكان كذا" أي مترافقين لا سويا. فوزي معلوف: ستذكرني يوماً فتذكــــرنا مــعاً بجسمين في روحٍ وروحين في جسد ستلمع عن بعدٍ حنــــوي راكـــــعاً يناجيــك مكســـور الجناحين والجلد ستلمح عيني والغـرام يقودهـــــــا إليك وفي طياتها مدمعي انعقد وكفين كم كانا نطاقــك في الهوى وزندين كــم كانا لرأســـك مستنــد ستذكر قبلاتي ودمعي ولهفتي وحلـــو ابتســـامات يمــازجها الكمد وجملة ألفاظٍ تعشقت ســــمعها وقبلي لم يســــر إليك بهـا أحـــــد Esmaiel.Hasan@admedia.ae