عمل الخير اليوم في الإمارات متيسر ولله الحمد، ولا يوجد أسهل منه، كل من يرغب في التصدق أو مساعدة محتاج فإنه بإمكانه فعل ذلك وهو جالس في مكانه، وهذه من دون شك نعمة تزيد الخير والبركة في المكان وأهله. وحتى الأشخاص الذين يريدون فعل الخيرات، ولكنهم لا يعرفون محتاجين يساعدونهم بشكل مباشر، أصبح بإمكانهم فعل الخير وبالهم مرتاح، من خلال تقديم صدقاتهم للجمعيات الخيرية، والتي أصبحت تلعب دور الوسيط، أو بكلمات أخرى النائب الذي يقوم بإيصال الصدقات والتبرعات للمحتاجين الفعليين. والمعنى مما تقدم أن وسائل التبرع والتصدق متوافرة في كل مكان وزمان في ظل انتشار الجمعيات الخيرية أو من ينوب عنها، ويبقى الأهم من توافر الوسائل، رغبة الناس الصادقة في فعل الخير والإقبال عليه، وهي ولله الحمد سمة متأصلة في مجتمع الإمارات، والذي يعتبر فعل الخير فيه من أبجديات حياته اليومية التي لا يتوانى عن المشاركة فيها. ورغم توافر كل هذه الوسائل إلا أن الأفكار الجميلة لفعل الخير لا تتوقف عن الظهور، ومن هذه الأفكار الرائعة “برق الخير” على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ظهر قبل فترة وسجل حضوراً بارزاً في مساعدة المحتاجين. ولمن لم يسبق له أن سمع ببرق الخير فإنه خدمة أطلقها برق الإمارات، وتهدف إلى مساعدة المحتاجين والأسر المتعففة عبر الرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، حيث تقدم هذه الخدمة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المعتمدة بالدولة التي لديها حالات إنسانية وبحاجة إلى شتى أنواع المساعدات، سواء كانت طبية أو أدوية أو أجهزة أو كرسياً متحركاً أو مبلغاً مالياً للقيام بإجراء عملية جراحية. وفي المقابل تتيح الفرصة أمام الجميع للمشاركة في مد يد العون ومساعدة هذه الحالات من خلال التبرع بمبلغ مادي بسيط أو بما تجود به النفس، ولعل أجمل ما في هذه الفكرة أنها تسهم في مساعدة حالات مستعجلة تحتاج إلى تدخل فوري، ولا ينفع معها أي تأجيل، مثل العمليات الجراحية الضرورية. كما أنها تعتبر محفزاً للأشخاص الذين يرغبون في التبرع لكنهم لا يعرفون أين يوجهون تبرعاتهم، من خلال وضع حالات إنسانية أمامهم تحتاج من يهب إلى نجدتها. هذه الفكرة الرائعة لاقت ناجحاً كبيراً بدليل الإقبال الشديد على المشاركة فيها، وكم من حالات طرحت عبر برق الخير وحلت خلال ساعات، أتذكر منها حالة مستعجلة لمريض يحتاج نقل دم، وكان المبلغ يزيد قليلاً على 70 ألف درهم، ولم تمض غير ساعات قليلة حتى تم توفير المبلغ المطلوب. وهناك حالات كثيرة مشابهة نجح برق الخير في لعب دور وسيط الخير فيها في نقل المساعدة من كل صاحب شهامة ومروءة لكل صاحب حاجة، وذلك من دون أن يحتاج إلى التحرك من مكانه. salshamsi@alittihad.ae