المتميزون والمبدعون عملة نادرة، وكوادر بشرية لابد من الحفاظ عليها وتوفير المناخ الملائم لها للإبداع والتفوق، كما لابد من مكافأة كل متميز، وكل مثابر مكافح، وهو نهج تسير عليه الدولة وقيادتها الرشيدة، ومن الأسس الرئيسية التي وضعتها لتميز هذا الوطن الشامخ اليوم بين الأمم والحضارات.
ولعل المبادرات والمشاريع والبرامج التي تشجع التميز وتحفز وتكرم المتميزين والمبدعين لا حصر لها، بل باتت مؤسساتنا الحكومية تتسابق للإبداع في التميز والتفرد بالمشاريع التي تصب في صالح الوطن والمواطن.
ولكن مهما كانت المكافآت، والعلاوات التشجيعية والحوافز، والهدايا، وغيرها لن تكون بقيمة المكالمة الهاتفية التي تلقاها أوائل الصف الثاني عشر على مستوى الدولة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحرصه على أن يكون أول المهنئين لهذه الكوكبة من الشباب المتميز المبدع الذي سيتبوؤون يوماً ما مكاناً عليّاً مرموقاً، وسيكونون قادة في مؤسساتهم وعملهم، هذه المكالمة التي تشرف بها الأوائل المحظوظون بالدولة هي المكافأة الحقيقية لإبداعهم وإنجازهم وهي أكبر وأثمن مكافأة يحصلون عليها، بل ستظل مكالمة التهنئة من نائب رئيس الدولة في ذاكرتهم ولن تبرح مخيلتهم، مهما طال الزمان.
حرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أن يكون أول من يوصل النتائج لأبنائه المتميزين والأوائل وتهنئتهم لم تكن وليدة صدفة أو لحظة ساقتها الظروف، بل هي رسالة حرص نائب رئيس الدولة على إيصالها للجميع بأن الإمارات بقيادتها وولاة أمرها يقدرون التميز ويشجعون عليه، خاصة أننا بتنا في زمن لا يعترف إلا بالإبداع لمقارعة الكبار وخوض غمار التحدي في كافة القطاعات، وأن الإمارات دائماً وأبداً تعلي من شأن كل مخلص متفان ومجتهد مبدع يسخر جهده ووقته لخدمة وطنه.
والعام الدراسي المنصرم كان مسكاً وريحاناً لطلبة الثاني عشر الأوائل ولكل الطلبة الذين حظوا بتوجيهات مباشرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن يتم إعلان نتائجهم بأقصى سرعة ودون تأخير، كما كان العام الدراسي مسكاً للعاملين بوزارة التربية والتعليم الذين تشرفوا بلقاء نائب رئيس الدولة والاستماع لتوجيهاته ونصحه وإرشاداته التي من شأنها أن ترتقي بأدائهم وعملهم، فكانت الزيارة وساماً تقلده كل عامل في هذه القطاع المهم والحيوي، خاصة أن الوزارة تستعد لالتقاط أنفاسها، خلال إجازة الصيف، وإن كنت متيقناً بأن ما ينتظر الوزارة أهم وأكبر مما أنجزته، فالاستعداد للعام الدراسي المقبل يجب أن يبدأ مبكراً، كما أن حصيلة نتائج الصف الثاني عشر بقسميه العلمي والأدبي تضع الوزارة في تحد جديد، لاستمرار التميز والتفوق اللذين حققتهما، وكشفته النتائج بأن احتوت مدارسها نصيب الأسد من الطلبة الأوائل على مستوى الدولة وهو ما يحسب لوزارة التربية والتعليم.


m.eisa@alittihad.ae