نشاهد الآن حجم تدفق المسافرين على مطارات الدولة سواء القادمين أو المغادرين، والجميع يعلم أن خطوط الطيران الوطنية والعالمية من وإلى الإمارات لا يوجد عليها موضع لقدم خلال هذه الفترة، فالجميع يظن كما كان في السابق أن حركة المسافرين من الدولة إلى كافة الوجهات المختلفة هي التي تلاقي إقبالاً كبيراً نظرا لمواسم الإجازات والصيف، ولكن الوضع الآن تغير، فمعظم فترات السنة تشهد المطارات تدفقاً كبيراً من وإلى الإمارات في كافة مطاراتها المختلفة. هذا بالإضافة إلى الرغبة التي أصبحت لدى العديد من المسافرين إلى الوجهات المختلفة للسفر مروراً بأحد مطاراتنا “ترانزيت” ، وتأكيداً على ذلك لقد شهد مطار أبوظبي خلال شهر أبريل ما يزيد على المليون مسافر في شهر واحد ليس له علاقة بمواسم الإجازات التي نعلمها جميعاً. هذه الطفرة وهذا التحول تواكب مع الاهتمام الذي توليه الدولة بصناعة السياحة ودعم كافة عناصرها، ونحن نعلم أن خدمة المطارات من أهم العناصر الفاعلة في صناعة السياحة وما يتم تقديمه من تسهيلات وسهولة ويسر في الإجراءات مع توفير عنصر الأمن يعكس مدى النهضة والتطور الذي تتمتع به الدولة في هذه الصناعة. وبالإضافة لكل ما يتم تقديمه من خدمات للمسافرين ولشركات الطيران العالمية فإنه ما زال هناك الكثير حتى نكون على استعداد للعمل على زيادة هذا التدفق من المسافرين على مطاراتنا ومواكبته، وهذا ظهر جلياً في إطار ما تابعناه خلال الفترة الماضية من التطور والتوسعات التي تشهدها الآن مطارات الدولة، حيث وقَعت شركة أبوظبي للمطارات عقد إنشاء مبنى المطار الرئيسي الجديد لمطار أبوظبي الدولي بقيمة 10,8 مليار درهم. ومن المتوقع افتتاح التوسعة خلال العام 2017 ومن المقرر البدء بعمليات تشييد هذا المشروع الذي يمتد على مساحة 700 ألف متر مربع في الربع الثالث من العام الجاري، ليكون أحد أضخم مشاريع تطوير البنية التحتية التي تقوم عليها إمارة أبوظبي، كما يشهد مطار دبي قريباً افتتاح المبنى الجديد لطيران الإمارات والذي بلغت تكلفته 12 مليار درهم والمقرر افتتاحه في بداية 2013، حيث تصل طاقته الاستعابية السنوية نحو 19 مليون مسافر وسوف يتم ربط المبنى الجديد بمباني المطار الأخرى من خلال مترو داخلي ليسهل على المسافرين التحرك الداخلي بمطار دبي، هذا ما نسميه السباق مع الزمن لمواكبة سرعة التطور وحتى نكون على أهبة الاستعداد دائما للمنافسة الحقيقية في هذه الصناعة وذلك يتم من خلال تطوير بنيتها التحتية والذي نشاهده حالياً. هذا ليس فقط ما يتم الاهتمام به ولكن توعية العنصر البشري والذي يقوم بالاحتكاك المباشر مع المسافرين يعتبر له أهمية خاصة وذلك ما نشاهده جلياً من توعية مستمرة من قيادات الدولة للشباب خاصة العاملين بالمطارات من ضرورة تقديم الخدمات في سهولة ويسر وأهمية أن تكون الابتسامة دائما على وجوهنا أثناء استقبال أو توديع مسافرينا وكذا ضرورة أن يتم التعامل مع المسافرين من خلال رجال الأمن بكل احترام وسلوك حضاري لتأكيد أصالة وكرم شعب الإمارات. كل هذا سواء من أجل تطوير البنية التحتية للمطارات لمواكبة التطور أو من خلال الاهتمام بالعنصر البشري وتدريبه لمواكبة هذا الطفرة يأتي من أجل أن نتمكن من تحقيق أهدافنا وتجاوز كافة التحديات التي وضعناها لأنفسنا لنتمكن من الاستمرار في المواقع المتقدمة لهذه الصناعة وأن ندعم ونساند القائمين عليها. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com