في إمارات الخير والمحبة، حصرياً، تتجلى مظاهر الأبوة الحانية والحدب ورعاية الإنسان والتفوق والتميز، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يتصل شخصياً بأوائل الصف الثاني عشر مهنئاً، يزف لهم البشرى السارة التي ينتظرها كل مجتهد، وتأكيد حرص القيادة على الاهتمام بكل مبدع ومتفوق.
كانت اللقطات جميلة تتوالى، تاركة أعظم الأثر عند متلقي الاتصال الكريم وذويه وكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات، في أجواء من الفرح المتصل والاعتزاز بمكارم القيادة الرشيدة للعلم وأهل العلم وفرسان التفوق، وأصداء مكرمة قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتخصيص ثلاثة ملايين درهم لتكريم الطلاب المتفوقين بالصف الثاني عشر لهذا العام.
وهي لقطات تختزل مقدار اهتمام قيادة هذا الوطن الغالي بالتعليم باعتباره مفتاح نجاح خطط وبرامج التنمية البشرية والتنمية بمفهومها الشامل والمستدامة. وقد حظي هذا القطاع باهتمام ورعاية خاصة، أصبحت معها الإمارات تضم قاعدة متنوعة من دور العلم بمختلف مستوياته، وفروعاً لجامعات عالمية وكليات ومؤسسات للتعليم العالي في شتى دروب العلم والمعرفة. كما شهدت توجهات وبرامج تولي عناية خاصة لتخريج أجيال تلبي احتياجات التنمية وسوق العمل، وتعزز جهود بناء اقتصاد المعرفة.
ولم ينغص من لقطات الفرح والبشارات الجميلة سوى مظاهر الإرباك والارتباك الذي ساد موظفي التربية والتعليم الذين ظهروا كما لو أنهم أُخذوا على حين غرة بالتوجيهات الخاصة بإعلان النتائج مباشرة، وتجاوز الأسلوب القديم بإعلانها على مرحلتين، كما كان يجري في السابق. وظل الصحفيون ورجال الإعلام يرابطون في مقر وزارة التربية والتعليم حتى وقت متأخر من بعد ظهر أمس، بانتظار توزيع قوائم الطلاب الأوائل. وبينما كانت الرسائل النصية تصل بعض الطلاب بنتائج امتحاناتهم، كان موقع الوزارة يئن تحت ضغط بقية زملائهم الراغبين في معرفة حصاد جهد عام من الجد والاجتهاد، وكأن القائمين على الموقع لم يستفيدوا من تراكم السنوات الماضية، وجعلوا الطلاب وذويهم يترحمون على عصر الملاحق الصحفية التي كانت تطبع وتوزع عقب إعلان النتائج بساعات قلائل، والتي اعتقدنا أن العصر الرقمي قد تجاوزها.
كما ألقى بظلاله على الفرحة بالنجاح، تعميم وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة للمناطق التعليمية لتشكيل لجان لإعادة تصحيح امتحان مادة الأحياء للقسم الأدبي والمشتبه بتسريبها للتحقق من الأوراق التي ثبتت فيها حالة غش، وذلك”منعاً لوقوع الظلم على أي طالب”. مما يكشف تسرع الوزارة في تحقيقاتها، والتي منحت على إثرها درجة “صفر” لـ633 طالباً عن هذه المادة، ومن دون أن تعلن عن المتسبب في واقعة التسريب التي ما زالت حديث الناس، وفي كل مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها واقعة فريدة من نوعها في الدولة.
وأخيراً نقول مبروك لكل الناجحين، و”لكل مجتهد نصيب، ومن جد وجد ومن زرع حصد”.


ali.alamodi@admedia.ae