اختتمت حملة “سندهم” التي انطلقت في الإمارات كافة على مدى ثلاثة أيام ماضية، تمكنت من جمع 18?2 مليون درهم جاد بها المحسنون الصغار والكبار لدعم الأشقاء والتخفيف من المعاناة الإنسانية باليمن الشقيق، الجزء المهم من الوطن العربي، الذي على الرغم من خيراته الكثيرة مازال شعبه يعيش ظروفاً إنسانية صعبة.
انتهت الحملة التي عمت الإمارات كافة بأكثر من 167 موقعاً خصصتها هيئة الهلال الأحمر وبقية المؤسسات والجمعيات الخيرية بالدولة، إضافة للتبرعات المباشرة عن طريق الحسابات الخاصة للحملة في عدد من البنوك الوطنية، فكان العطاء بلسماً يداوي جراح الأشقاء ويخفف من معاناتهم الإنسانية.
انتهت الحملة التي كانت بتوجيهات ودعوة كريمة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والذي عودنا تلمس احتياجات أشقائه أينما كانوا في وطننا العربي من محيطه إلى خليجه، فكيف يترك اليمن الجار وصاحب المكانة الخاصة في نفوسنا وأبناؤه يتضورون جوعاً، وتعصف بهم الحروب والمآسي، فكانت توجيهات القائد خليفة بإطلاق الحملة، وقد سبقها بتوجيه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بشراء المواد الغذائية وخصص نصف مليار درهم لهذا المشروع الخير فوراً، فنزل القائمون في أرض اليمن ترجمة للتوجيهات، وقاموا بشراء المواد الغذائية الإنسانية، وما زالوا يوزعونها على النازحين من أبين، الذين عصفت بهم ظروف الحياة القاسية، ليعيد خليفة الخير الأمل والبسمة والفرحة إليهم في توقيت في غاية الأهمية، فأمن رئيس الدولة، حفظه الله وجعله ذخراً وسنداً لوطنه وللمسلمين جميعاً، مؤونة واحتياجات الأسر اليمنية المحتاجة النازحة لثلاثة أشهر مقبلة، من ضمنها شهر رمضان، شهر الخيرات الذي أُنزل فيه القرآن، فكانت رؤية صاحب الأيادي البيضاء، كما عوّدنا، ثاقبة ملأى بحكمة معهودة استشعرناها وشعر بها كل محتاج بعد أن تنفس الصعداء.
فما كانت حملة “سندهم” إلا امتداداً للمساعي الإنسانية لقيادتنا الرشيدة، في فعل الخيرات ومؤازرة المحتاجين،
وإذا كانت حملة “سندهم” لدعم الشعب اليمني الشقيق قد انتهت وجمعنا ما جمعنا من مال ومساعدات عينية، فإن أبواب الخير والعطاء لم تغلق، وصناديق هيئة الهلال الأحمر وغيرها من الجمعيات الخيرية بالدولة كافة لم تبرح مكانها ولا تزال منتشرة في كل مكان لنجدة الأشقاء في اليمن والوقوف إلى جانبهم في محنتهم ومصابهم الأليم للتخفيف عن معاناتهم وأوضاعهم الإنسانية الصعبة.
فمن واجبنا الاستمرار في العطاء والمبادرة والإسراع في مد يد العون ومساعدة الأشقاء كل يوم وكل ليلة لنزرع الفرحة في قلوب المحتاجين بتفريج كرب أكبر قدر منهم.
وإذا كانت الدعوة عامة لكافة أفراد المجتمع باستمرار وتواصل التبرع، فإنها خاصة للمؤسسات والشركات وأصحاب رؤوس الأموال والتجار الذين لم نسمع منهم شيئاً عن حملة الخير والعطاء فكانوا أكبر الخاسرين..
نريدهم أن يشمروا عن سواعدهم ويسرعوا إلى نجدة أشقائهم وإنجاح حملة الإمارات وشعب الإمارات.


m.eisa@alittihad.ae