بالأمس وجهت سؤالاً بحاجة إلى إجابة، وهو هل الوصول إلى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخ كرة الإمارات غاية تهون من أجلها أي وسيلة؟، وهل تستحق لندن، مهما كان الثمن؟. “نعم” هي الإجابة البديهية والمقنعة ولكنها نوعاً ما متسرعة، “نعم” كلنا نحلم بالتواجد في لندن هذا الصيف، ولكن كيف؟، قد تكون هذه هي نقطة الخلاف الجوهرية، نعم تستحق لندن ولكن بالمعقول، ودون المبالغة والرهان على المجهول، إذ لا يعقل أن نصرف لها كل اهتمامنا ونختزل من أجلها كل أحلامنا، ولا يجب أن نسخر كل المنظومة الرياضية لخدمة هذا الهدف، فنكون كمن يحاول إنقاذ روح، ويضحي في المقابل بأرواح. نعم تستحق لندن، ولكن عندما تكون خطواتنا محسوسة ونتاج خطط منهجية وبرامج مدروسة، أما عندما يكون تواجدنا ناتجاً عن تخبط وعشوائية وفوضى خلاقة، أجد نفسي مجبراً أن أقول كم هو باهض هذا الثمن، وأجد نفسي مضطراً للقول لا تستحق لندن. الأهم من لندن هو أن نضع استراتيجية حقيقية وليست كتلك التي نسمع عنها ولا نراها، وأن نلتزم بتطبيقها ونضع لأنفسنا أهدافاً ونصر على تحقيقها، وأن تكون لدينا نظرة مستقبلية ومحطات مرحلية، يجب أن نضع برنامجاً زمنياً وأجندة ثابتة، لا تتغير بتغير الظروف، ويجب أن تختفي قرارات الطوارئ والتي نطبقها لإدراك هدف قريب، فننسف المنظومة ونهدم الجسر لنعود بعدها إلى نقطة الصفر. الأهم من لندن هو أن نعرف كيف نطبق الاحتراف، ونزرعه في عقول اللاعبين ليكون لهم أسلوب حياة، فهم حتى اللحظة يدركون حقوقهم دون أن يكترثوا كثيراً لإتقان واجباتهم، ويجب أن نرسخ فيهم الرغبة بالفوز في كل تفاصيل حياتهم الكروية. الأهم من لندن هو أن نحترم المسابقات ونقدس جدولة المباريات، فلا تتغير برامجنا لأهداف لحظية، وبقرارات فوضوية، يجب علينا الابتعاد عن الأفكار الثورية والتي تخالف العرف والمنطق، فنحن لا نمارس كرة القدم الخاصة بنا ولكنها تلك المنتشرة في العالم، ويجب أن نتعلم ممن سبقونا، لا أن نبتدع لأنفسنا أفكاراً جوفاء، لا نتقدم بها خطوة بل تجرنا جراً إلى الوراء. هناك أشياء كثيرة أهم من لندن، منها ما يقال وبعضها محظور تداوله في هذا المقال، ولكن يجب أن تتغير نظرتنا وطريقة إدارة رياضتنا، بالقول والفعل يجب أن نترك عنا الأفكار البالية، ونتخلص من العقليات التراثية، عندها سنصل إلى ما هو أبعد من لندن بل، سنصل إلى أراضٍ جديدة لم تطأها أقدامنا من قبل. راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae