يعقد المجلس الوطني الاتحادي، اليوم، جلسة تاريخية، برئاسة الدكتورة أمل القبيسي النائب الأول لرئيس المجلس. تاريخية الجلسة لا تكمن في نوعية القضايا التي ستناقش أو الأسئلة التي توجه للحكومة، وإنما في كونها أول جلسة تنعقد في تاريخ المجلس منذ تأسيسه قبل 41 عاماً، برئاسة امراة عضو، في أبهى صورة من صور تمكين المرأة في الإمارات، والممثلة في المجلس بتسعة أعضاء، وبنسبة تصل 22? من أعضائه، بما يعد أحد أعلى النسب في المؤسسات التشريعية بالمنطقة العربية. وتتسلم الدكتورة أمل القبيسي رئاسة الجلسة والمجلس، لسفر رئيسه الأديب والمثقف محمد المر في مشاركة خارجية. لم تتأجل الجلسة، ويتغير موعد انعقادها، لأننا في دولة القانون والمؤسسات، حيث تمضي الآليات في مساراتها الصحيحة والمرسومة.
إن هذه الصورة التي تطل علينا من تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي تعكس المكانة التي تحققت للمرأة في الإمارات، فإلى جانب هذه النسبة المرتفعة من التمثيل التشريعي، فلها النسبة العالية التمثيل في الحكومة بأربع وزيرات. وهناك القاضية والسفيرة، وغيرها من المواقع القيادية الرفيعة التي تعد امتداداً لواقع دولة، سجلت المرأة فيها أعلى وجود وحضور لها في مؤسسات التعليم العالي.
وعلى الرغم من الصورة الناصعة والواضحة بجلاء، حاول بعض الموتورين والحاقدين من المتاجرين بحقوق الإنسان، النيل منها في مسرحيتهم المكشوفة بجنيف، وهم يتحدثون عن أوضاع المرأة في الإمارات، متناسين هذه الأرقام والحقائق التي لا تقبل الجدل.
وما تحقق للمرأة في الإمارات، لم يكن إلا ثمرة اهتمام مبكر بها، وقد أكد دورها القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله، والتأكيد على إتاحة فرص التعليم بمختلف مراحله للمرأة، وتحقيق مشاركتها في مختلف ميادين ومجالات العمل باعتبارها نصف المجتمع وشريك الرجل، في رؤية مبكرة سبقت كثيراً من الدول العربية والأجنبية، واستشرفت آفاق مستقبل يحمل فرصاً واسعة وواعدة لدور ابنة الإمارات، بدعم واسع ومتابعة دؤوبة من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
وجاء العهد الميمون لقائد التمكين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لتنطلق مشاركة المرأة نحو مجالات أكبر وأوسع، لتتوج بهذه النسبة من التمثيل في المجلس الوطني الاتحادي والحكومة الاتحادية ومختلف مفاصل العمل الوطني.
وقد تزامنت الانطلاقة المشهودة للمرأة، مع تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي ليواكب إيقاع التمكين الذي أطلقه قائد المسيرة، خليفة الخير، وبما يجسد خصوصية التجربة الإماراتية في البناء، والقائمة على التدرج الذي يضمن استقرار الأداء واستمرارية المنجز الوطني، الذي أبهر الجميع بما تحقق للإنسان على أرض الإمارات. الإنسان الذي يستشعر -إينما كان في ربوع الإمارات- مكتسبات المسيرة المباركة، وقطاف حكمة القيادة ومبادراتها السامية التي كان المواطن فيها محور كل الرعاية والاهتمام. فكان هذا الالتفاف والتلاحم الوطني مع القيادة والاعتزاز بما حققت.
وما لقاءات واجتماعات أعضاء المجلس ورؤساء وأعضاء لجانه المختلفة مع المواطنين خلال انعقاد المجلس، إلا صورة من صور التفاعل، والتفعيل لدوره، والتزامات أعضائه أمام المواطنين والقيادة الرشيدة.



ali.alamodi@admedia.ae