كلمات من ذهب لمنتخب الذهب، أشاح عن لثامها، من وهب، ومن كتب سطور النهضة الحضارية، بحروف لا تنضب.. صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.. كلام من ذهب ومن القلب ممن أعطى وأسهب، عطاء السحب، مكللاً ذلك العطاء بلقاء حميمي أبوي عفوي، يؤكد مبادئ أهل الشيم والقيم العالية ويرسخ سجايا القيادة الرشيدة، وعلاقة الحاكم النبيل بشعبه، وأهله، هذا اللقاء هو عناق النهر بالروافد، واشتياق المعنى للقصائد، واعتناق العاشق للفرائد، وانطلاق الحكمة من عقول الأماجد.
كان المشهد إماراتياً، اختص به أهل الشيمة والقيمة بما يملكون من فضيلة وسليلة الولاء، للأرض والإنسان، مكرسين واقعاً ووجوداً وطنياً لا مثيل له، لأن الإمارات كوكب مختلف ومنكب عالي السجايا لا يشبهه، أحد لا في الياء ولا في الألف، هي الإمارات فقط، وطن نايف دنف مؤتلف، متوافق يحاذي الكتف بالكتف .. الإمارات بقيادة خليفة زايد تزداد وهجاً، وتتألق مهجاً، وتعانق الموج بأحلام المثابرين العابرين وعورة الطرق، بقوة الشكيمة وصلابة العزيمة، وجسارة النفس الحليمة، وخبرة العقول الحكيمة .. الإمارات الإرث المتواصل المتكامل المتكافل، المتأصل في الفواصل والمفاصل، القابض على شمعة الأمل، منذ الأزل، الذاهب بعيداً في الأمنيات، النافذ باتجاه السحب، والنجوم الشامخات، الساعي دوماً لأجل تلوين الحياة، بأجمل الأناشيد والأغنيات، المتطور نسلاً من سحر الصحراء، ونبل الجياد السابحات سبحاً، والمخبرات أمراً، المنجزات نصراً، المبديات سحراً.
كان المشهد في اللقاء التاريخي، مبهراً ومزهراً ومسفراً، عن نخوة وسطوة المشاعر الرائعة، والإحساس الدفئ، وما يجمع أفراد هذا الشعب النجيب من قواسم مشتركة تعلو على كل الصغائر، ليبقى الوطن هو السكن والشجن والفتق، والرسن، والغصن، والأمن، والحضن، يبقى الوطن السقف والكنف الحب والشغف، يبقى الوطن المكان والزمان والأمان والاطمئنان، يبقى الوطن كل الحنان وأشواق المحبين، وما تجذر في الوجدان من سجايا لا تتغير ولا تتبدل مع تطور الأزمان.. مشهد طوق الأعناق بأجمل القصائد، ونمَّق الأحداق بأحلى القلائد، وأضاف للمجد مجداً ووجداً، وزخرف الوجود بالفرح، وأعطى للمعنى رونقاً ونسقاً، وشغفاً وصدقاً، مشهد تعتز به الإمارات، وتتباهى به بين الأمم، وتزهو بهذه الروح العالية، والنفس الصافية، والمشاعر الوفية لكل عطاء ومعطاء، مشهد يحسدنا عليه الآخرون، لكنهم يحترموننا ويقدروننا، لأننا حققنا ما لم يستطع سوانا تحقيقه، ولأننا أنجزنا ديمقراطيتنا، بأسلوبنا الحضاري الخاص وبنكهة إماراتية، بالغة الصعوبة على الغير.