الزيارات الميدانية التي قام بها مدرب منتخبنا الوطني مهدي علي لفرقنا، في معسكراتها الخارجية، وانتقاله من مكان إلى آخر، لمتابعة المعسكرات في العواصم والمدن الأوربية، للوقوف على جاهزية لاعبيها، خاصة لاعبي المنتخب، واكتشاف عناصر جديدة للانضمام إلى صفوفه كبدلاء في البداية، وأساسيين لاحقاً. هي خطوة ومبادرة، وإن كانت ليست بالجديدة ولكنها موسعة، وشملت كل أنديتنا على من سبقوه من المدربين الذين كانوا يتابعون الفرق التي كانت تضم لاعبي المنتخب فقط، لأنه مدرك لدوره ومسؤولياته الوطنية في المرحلة المقبلة، وأن استمرارية نجاحه تتطلب الوقوف على كل المستجدات، ولا يترك شيئاً للصدفة والظروف، فكرة القدم لعبة جماعية، وتعتمد على الجاهزين من اللاعبين ومعرفته المسبقة بهم، وهذا لن يتأتى إلا بالتعرف على إمكانياتهم لاختيار الأفضل منهم، إذا ما دعته الحاجة، ثم بث روح الحماس فيهم، من خلال وجود المدرب الأول ومتابعته لهم، وإحساسهم بأن لجنة المنتخبات تتابع استعداداتهم ومستوياتهم، وأن الفرصة متاحة لهم للانضمام مع من سبقوهم إلى صفوف المنتخب لصناعة مستقبلهم ومجد منتخب وطنهم في تحقيق إنجازات متلاحقة. من يعرف مهدي علي عن قرب، يدرك مدى حرصه على تهيئة كل الظروف المحيطة به، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة، لتحقيق أهدافه وصناعة مجده الكروي، ومنذ اختار التدريب مهنة، يدرك أن المهمة شاقة يتابعها الملايين بعيون فاحصة، من مختصين ومحللين، ومن منافسين على المستويين المحلي والخارجي، ومن متربصين لذلك، فهو يحسب لمهنته بالقلم والمسطرة وبالدقيقة والثانية، وبكل ما يضمن له استمرار نهجه ومجده، فما حققه حتى الآن يحسده الكثيرون، كما اندهش منه نظراؤه مدربو المنتخبات المنافسة والأندية المحلية، لذلك فمهمته شاقة والبقاء على قمة إنجازاته يتطلب منه الاستعداد الدائم، والنهل من كل جديد في مجاله، واستغلال طاقات لاعبيه، بشكل يضمن له مواصلة نجاحاته، وتحقيق حلمنا القاري والوصول بنا إلى نهائيات كأس العالم، فلم يعد المحافظة على القمة الخليجية هدفنا الوحيد، وإنما المضي قدماً بإنجازات جديدة تحقق طموحنا. لقد تدرج مهدي في إنجازاته مع منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي والأول، وكان متسلسلاً في ظل الإمكانات التي تهيأت له مع اتحاد محمد خلفان الرميثي الذي أولى المنتخبات السنية أولوية، ودعم المدرب المواطن الذي كسب به الرهان، وسار على نهجه اتحاد يوسف السركال، وحقق به الهدف المنشود، لذلك فإن الساحة الكروية تنتظر منه أكثر مما تحقق، والتأهل إلى نهائيات كأس آسيا بأستراليا وتحقيق بطولتها، بعد أن حققنا وصافة البطولة عام 1996 في عهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وكذلك التأهل إلى نهائيات كأس العالم الذي غبنا عنها منذ التأهل «اليتيم» عام 1990، في ظل رئاسة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان. ومع مهدى علي يزداد سقف طموحنا، لأننا نثق بقدراته، وبما يتمتع به من معرفة ودراية بكواليس اللعبة، وبما يتمتع به من معرفة بالخصوم، والإصرار على تحقيق الإنجازات، ولم لا؟، وهو الذي حقق لنا الصعب نفسياً وفنياً، وهي كأس الخليج، وبقي الصعب فنياً فقط، وهي كأس آسيا والتأهل إلى كأس العالم، ثم تحقيق مركز يليق بمكانة دولتنا رياضياً وكروياً، لأننا نؤمن بقدرات كوادرنا المواطنة، وبمتابعته اليوم تتحقق لنا إنجازات الغد. Abdulla.binhussain@wafi.com