مؤسسة دبي للعطاء، نخلة الظل الوفير، بسعفة مبللة بالخير، تتفرَّع بورع المخلصين للجنس البشري، وتعمل على بث الحياة في القلوب المتشظية عوزاً وفاقة. ثمانية ملايين طفل من واحد وثلاثين بلداً يرشفون نث العطاء من أيد امتدت كمزن تملأ السماء وألف بئر ماء لمن جفت مآقي بلدانهم وتشظت وتلظت أراضيهم بفعل الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية والسياسية والخطط سارية المفعول، بعقول الذين تشتعل ضياء وعطاء ونماء وانتماءً واحتواء لحاجة الناس، في مختلف أصقاع العالم. رسالة الإمارات تحمل طائرة دبي إلى الدنيا محملة بخير من يفعلون الخير، إيماناً منهم أن السعادة البشرية لا تتجزأ، وأي ابتسامة على محيا طفل هي شمعة تضيء فضاء الكون وتملأه نوراً وحبوراً وسروراً. رسالة الإمارات تطير بها مؤسسة دبي للعطاء على أجنحة نسور وصقور، لمد الجسور، ومنع الشرور عن الناس أجمعين. فعندما يجلس طفل على الكرسي الدراسي آمناً مطمئناً قريراً مستقراً، فإن ذلك يعني أن عقل العالم ذاهب إلى تحقيق المعنى والمغزى من وجود الإنسان على وجه الأرض. هذه الرسالة السامية تنمو في جذور ودماء المنتمين إلى القيم العالية والشيم الرفيعة التي تضع الإنسان في أي مكان موضع الرمش من العين، وتعلي شأنه وترفع من قيمه، وتقوم حياته بصراط الفعل المستقيم. والعالم اليوم يعرف الإمارات من خلال حملاتها الخيرية وقوافل العمل الطيب، العالم يعرفنا كشعب وحكومة ودولة منطقها إطلاق العمل الإنساني، وبذل الجهد من أجل إنارة الطريق أمام الآخرين، وتمهيد دروبهم من عثرات وأزمات وحاجات تمس عنق الزجاجة من حياتهم. العالم اليوم يعرف الإمارات، بلداً يؤسس القيم الحضارية بفكر منتم إلى تاريخ مشمول بالحب، ووهج العواطف الدفيئة، العالم يعرفنا أننا نعيد التاريخ إلى منطلقه الأول إلى جذوره الإنسانية المبنية على التآلف والتكاتف والتحالف ضد شيطان الفقر والمرض والأمية. العالم يعرفنا نضع التطبيق بمحاذاة النظر، وشعارنا أن الإنسان في تعبه يكون أخاً في الدم والعرق، وفي الصلب والترائب ما جعل بلادنا لا تغفل ولا تتجاهل أبداً من يشكون ضيق الحال وضائقة المآل، فهي السند والعضد، وهي المد والمدد، وهي الامتداد والمدى، هي الجهد والاجتهاد من أجل إنسان لا يقضه قضيض فاقه، ولا يرضه رضيض بؤس استفاقة. العالم يعرفنا أننا نسابق الزمن لتحقيق أمنيات من تسربت من بين أصابعهم حياة الحياة، ومن تغربت قلوبهم في صحارى الشح، ومن تضوّرت أرواحهم في غابة التوحش، ومن تأزمت أحوالهم في حومة الوغى. العالم يعرفنا أننا القدرة الفائقة في العطاء بدون كلل، أو ملل. Uae88999@gmail.com