قال الجاحظ في كتابه الذي سماه «البيان والتبيين» البيان اسم جامع لكل كلام كشف لك عن قناع المعنى وهتك الحجاب عن الضمير حتى يفضي السامع إلى حقيقة اللفظ ويهجم على محصوله كائناً ما كان» وقيل لجعفر بن يحيى بن خالد البرمكي: ما البيان؟ فقال: أن يكون الاسم محيطاً بمعناك كاشفاً عن مغزاك. وقال آخر: خير البيان ما كان مصرحاً عن المعنى ليسرع إلى الفهم تلقنه وموجزاً ليخف على اللسان تعاهده. وقال ابن المعتز: البيان ترجمان القلوب، وصيقل العقول. وقال سهل بن هارون: البيان ترجمان اللسان، وروض القلوب. وقال بعض الأعراب لولده عليك بالفصاحة في منطقك فإنها مع صواب لفظك كالريش البهي في حسن الصورة. ويقال من عرف بفصاحة اللسان لحظته العيون بالوقار. وقال هشام بن عروة: ما أحدث الناس مروءة أعجب إلي من الفصاحة.. وقال بعض البلغاء: الفصاحة أوثق شاهد عدل على اجتماع شمل الفضل، وأقوى دليل على استكمال الذكاء والنبل لم تزل تشيد لأهلها في ربوع المجد فخراً، وترفع لهم في مراتب العلوم ذكراً، وربما سودت غير مسود، ورفعت من الحضيض الأوهد إلى محل النسر والفرقد. ويقال بالفصاحة والبيان استولى يوسف عليه السلام على مصر وملك زمام الأمور وأطلعه ملكها على الجلي من أمره والمستور فإن العزيز لما رأى فصاحة لسانه وحسن بيانه أعلى مكانه وأعظم شأنه ومما يتميز به نوع الإنسان فصاحة المنطق وذلاقة اللسان. قال بعض الحكماء: الكلام حد الإنسان الحي الناطق. وقالوا الصمت منام، والكلام يقظة. وقال عبد الملك بن مروان إن الكلام قاض يحكم بين الخصوم وضياء يجلو الظلم حاجة الناس إلى مواده كحاجتهم إلى مواد الأغذية ويقال حد الإنسان إنه ناطق فمن كانت رتبته في النطق أبلغ كان بالإنسانية أخلق. ابن المعتز: فُكّ حُرّاً للوَجــدِ قيــدَ البُكـــاءِ فاعذرينـي، أو لا، فمُـوتـي بدائي لو أطعنــا للصبــر عنـدَ الرّزايــا مـا عرفنـــــاه شــدة مـن رخــاءِ أسـرع الشــيبُ مغــرياً لي بهــم كـانَ يَدعــوه مـن أحَـبِّ الدّعـاءِ ما لهـــذا المســـــاء لا يتجلــى أحيــاءً منـــه، ســراج الســماء! قربـــاه قربــا عقـــال المطايــا واحلــلا غبهـــــا عقـال الثـــواءِ تُسـعِدَنّ الأقــدارُ جُهـــدي، وإلا لم أمــت في ذا الحيّ موت النساء حُرّة ٌ قد يســترعِفُ المرءُ منهـا مَنسِــماً، أو مُســـتنعِلاً بالنّجــاء أُنفِذتْ في ليلِ التّمـامِ، وحنّــتْ كحنيـــنٍ للصّـــبِّ يـومَ التّنائـي والدجى قد ينهـضُ الصبحُ فيــه قائمــــاً يَنشــُرُ ثــوبَ الضّيــــاءِ مَن لهمٍّ قد باتَ يُشـجي فُؤادي ما لـه حـــالُ دمعتـي من خفــاءِ إخوة ٌ لي قـد فَرّقَتْهُــمْ خطــوبٌ عَلّمَــتْ مُقلَتــي طويـــلَ البُكـاءِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae