يأبى نجم منتخب مصر والنادي الأهلي محمد أبو تريكة أن يقتنع بأن (السياسة نجاسة)، لذا فإنه يضع نفسه في مواقف لا تليق بنجوميته وشعبيته. ومنذ أن ناصر أبو تريكة جماعة الإخوان المسلمين ومنح صوته للدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية، والشارع المصري يتحدث عن مواقفه السياسية أكثر من الحديث عن هدف سجله أو عن فرصة ذهبية أهداها لأحد زملائه المهاجمين، وبلغ الأمر حد أن الإعلام المصري توقف كثيراً عند الواقعة التي شهدها مطار القاهرة لحظة وصول بعثة النادي الأهلي من الكونغو بعد لقاء ليوبارد في دوري أبطال إفريقيا، وكم كان الموقف مستفزاً لمشاعر عدد كبير من المصريين عندما علموا أن أبوتريكة قال للضابط الذي جاء لتأمين خروج البعثة من المطار (همّا اللي يقتلوا الناس جايين يحمونا)، وكان رد فعل الضابط مدهشاً عندما لم يعلق على كلام أبو تريكة واستمر يؤدي مهمته بتركيز كامل، وأعطى لاعبو الأهلي ظهورهم لذلك المشهد فما كان من أبو تريكة إلا أن قال لهم (إنتم هتفضلوا جبناء لحد إمتى؟). وبرغم أن الأهلى سارع إلى نفي تلك الواقعة إلا أن التقارير الرسمية تؤكدها، مما يضع أبو تريكة في موقف لايحسد عليه، خاصة أن الشارع المصري بات على عداء كامل مع جماعة الإخوان المسلمين، وظهر من يؤكد أن أبو تريكة وهادي خشبة وسيد عبد الحفيظ دأبوا على تحفيز البعض على الذهاب لميدان رابعة العدوية والمشاركة في الاعتصام الذي استمر قرابة 45 يوماً. وإذا كان لي أن أنصح أبو تريكة فإنني أرى ضرورة الابتعاد عن تلك المواقف التي من شأنها أن تهز صورته لدى جماهيره العريضة، لاسيما أن أمامه مهمة تاريخية تتعلق بالسعي مع بقية زملائه لتحقيق حلم المصريين (بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم السياسية) بالتأهل إلى نهائيات المونيال بعد ما يقارب ربع قرن من الغياب، كما أنني أرى أنه ليس من الذكاء الرهان على (حصان خاسر). ! ***** فاجأنا الاتحاد الدولي لكرة القدم بدعوة لاعب منتخب أوروجواي الأسبق جيجيا لحضور قرعة مونديال 2014 بالبرازيل، وتبدو الدعوة وكأنها محاولة لاستفزاز البرازيليين، فاللاعب هو صاحب هدف الفوز لأوروجواي في مرمى البرازيل في المباراة الختامية لمونديال 1950 والذي احتضنه ستاد ماركانا الشهير بحضور 200 ألف مشجع برازيلي، ولايزال ذلك الهدف يحمل أسوأ ذكرى لبلاد السامبا عبر تاريخها المونديالي العريق. وبرغم أن هذا اللاعب الذي دخل تاريخ لقاءات الفريقين من أوسع أبوابه تعرض لحادث سير كاد يودي بحياته، إلا أنه وعد أن يتحامل على نفسه وأن يحضر حفل قرعة المونديال بعد 63عاماً على الهدف الذي أبكى به كل البرازيليين.! Essameldin_salem@hotmail.com