حالة من العروض الموسمية تنشط هذه الأيام تحت عنوان «العودة إلى المدارس» ما يشكل هاجساً للعديد من الأسر خاصة تلك من أصحاب الدخل المحدود، فالأمر لا يتوقف عند شراء الحقيبة والمستلزمات القرطاسية بل يمتد ليشمل الملابس والأحذية وأقساط المدارس وغيرها من متطلبات الأبناء مع بداية كل عام دراسي جديد. قد يبدو الأمر بالطبيعي للبعض لكنه ليس كذلك للعديد من الأسر بعد مناسبتين استنزفتا الكثير من ميزانياتها فضلا عن آخرين تكبدوا نفقات السفر في المحصلة النهائية ثلاث مناسبات شكلت في مجملها ثقلا على كاهل الأسر ، وهي تستقبل عاماً دراسياً جديداً، يتطلب ميزانية أخرى وهذا المسرح يبدوا أن أبطاله من التجار استعدوا جيداً للحصول على أكبر قدر من الأرباح حتى بات الأمر ينطبق عليه المثل القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد». الحال، في معظم البيوت التي تحفل بعودة نفرين من أبنائها على الأقل إلى المدارس نهاية الشهر الجاري، يترافق مع ظهور إعلانات لمهرجانات، وهو مصطلح ينم عن طقوس البيع والشراء لمستلزمات العودة إلى المدارس، فقد أخذت طابعاً يتسم بقيام العديد من المتاجر والمحلات التجارية الكبرى برفع شعار «مهرجان العودة إلى المدارس» إذْ اتخذت منه العنوان الأبرز لجذب الطلبة والأهالي من المتسوقين. هي أيام قليلة تفصلنا عن العودة إلى المدارس، ما يجعل ميزانيات تلك الأسر تئن تحت وطئة تلبية متطلبات الأبناء ليبدأوا عاماً دراسياً جديداً، القلق الذي تشكله هذه المناسبة هو أن الميزانيات باتت مرهقة، ما قد يدفع البعض للاقتراض للوقوع في براثن الديون التي تحتاج مدة لتسويتها، والأزمة التي قد تتشكل للبعض ترتبط ارتباطا وثيقا بعدد الأبناء من هم في سن الدراسة. وعند سؤال التجار البائعين لهذه السلع فورا تأتيك الإجابة الحاضرة، حتما وهي أن الشركات الموردة قامت برفع أسعار الأدوات المدرسية بنسب مختلفة، ونحن بدورنا نقوم بالسلوك نفسه حتى لا نتعرض للخسارة وتباين الأسعار من محل تجاري إلى آخر قد يوضح جزءا من الحقيقية وهو الرغبة في تحقيق أكبر قدر من الربح. الأهالي بدورهم انطلاقا من أنهم الحلقة الأضعف في هذه المعادلة يناشدون إدارة حماية المستهلك بتنفيذ السياسة العامة لحمايتهم من جشع البعض والتصدي للممارسات غير المشروعة من قبل التجار . الحقيقة العديد منا نحن الجمهور يتهافت على السلع دون تمحيص، ويصبح الأمر لا يتعدى توفير السلعة، في الوقت المطلوب، وعادة ما يكون هذا الوقت قبل بدء العام الدراسي بساعات قليلة، ما يجعل الأمر في غاية الصعوبة، والرضا بأي شيء، وبأي سعر، ما يجسد أننا نفتقد إلى التخطيط ولثقافة التسوق، والتي تتطلب مساحة من الوقت، لانتقاء السلع وفق السعر، النوعية، المتانة، ومدى مناسبتها لأعمار الأبناء، وتلبيتها لمتطلباتهم من حيث سهولة الحركة، الوزن إلى غير ذلك من الأمور التي ما قد يجعل تلك السلعة عبئاً إضافياً على الطفل بدلا من مساعدته.. كل عام دراسي وانتم في تقدم ونجاح. jameelrafee@admedia.ae