في الحدث المصري، عندما قال الشعب كلمته، وطارد الشيطان أينما حل ونزل، قامت قائمة الغرب، واقشعر بدنه متشدقاً بالديمقراطية التي طالما استخدمها كحمار وحشي يطارد ذبابة آذت منخريه.. الغرب يحكي في الحقيقة عندما يخوض حرباً بلا هوادة، ضد الإرهاب، ويلاحق السراب، عندما يكون الأمر خاصاً بالعالم العربي، لأن في نفس يعقوب غاية والغاية أصبحت غواية، وليس أمام العالم، إلا أن ينصت إلى صكوك الغفران، ويستمع بإمعان، إلى ما يبديه ساسة الغرب، ووسائل إعلامهم التي فتحت أبواقها واسعة، سعة الخيال الغربي، فيما يخص الإرهاب الذي أراد أن تكون مصر الحلقة الفارغة التي يدور فيها الهواء الفاسد، وأن تصير ساحة للشعارات التي لا تلامس إلا الفراغ، فكيف يمكن للإنسان العربي أن يقتنع بتصريحات ساسة جيوشهم الجرارة التي طاردت حتى الفراشات إن شكت في ألوان أجنحتها، إن لم تلائم اللون الغربي البرتقالي، وعندما يتعلق الأمر بالوطن العربي، ترتفع رايات الجهاد من أجل الديمقراطية، يتحالفون مع فئة ضد شعب بأكمله، يدعمون بالمال والسلاح كلَّ من غرد خارج السرب، وادعى أنه كونفوشيوس عصره، ويهددون ويتوعدون بقطع الصلات والمساعدات، إن لم نترك حياة المستنقعات تفيض حتى آخر التضاريس والنزع الأخير من روح الأوطان.
موقف الغرب من أحداث مصر، يكشف عن نوايا أخلاقية لا تتناسب مع أخلاق العقد الاجتماعي لجان جاك روسو، ولا مع قيم ديكارت الذي كرّس حب الحقيقة ضد العقل الارتيابي، لذا، نقول للآخرين، كفى، سيادة مصر فوق كل النظرات الفوقية، وفوق كل البراجماتية لأنها العمق والحدق، وشوق الأحبّة لأن تكون مصر الصد الأخير لطوفان المغول، ودكّة الارتياح الوجداني عندما تكون مستقرّة آمنة مطمئنة.. لا يجوز أبداً أن يشق الغرب القميص من دبر ويدعي أن ذئب الإرهاب لم يحضر رغم كل هذه المجازر والحرائق التي لم تستثنِ حتى بيوت الله.
لا يجوز أبداً، هذا النفاق السياسي المبين، والتعامي عن الحقيقة، تحت مؤلفات كارهة ومستهترة بحق الشعوب في تقرير مصيرها، بعيداً عن الوصاية والدعاية والوشاية والغواية تاركين الأمر لفوضى مدمرة، قادتها أناس لا يحترمون العقل ولا يقدرون الآخر إلا من منظار ما يناسب قماشة أيديولوجيتهم الضيقة.. ومن يحلم اليوم من ساسة الغرب، بعلاقة وطيدة مع من لا يعرف غير نفسه، فإنه واهم والشواهد بالغة النصوع على تضاريس الكرة الأرضية، بدءاً من أفغانستان حتى آخر بقعة في الكون.. ما حدث في مصر يقظة بعد غفلة فليتعظ الغرب قبل فوات الأوان.


Uae88999@gmail.com