يقع جبل جيس في أعلى قمة جبلية في رأس الخيمة بارتفاع 1850 متراً، وبعد التمهيد والتعبيد والتجديد والتحديد، سوف يصبح الوصول إلى هذه القمة الشاهقة، كالوصول إلى ساحل البحر، الأمر الذي يجعل من هذا المكان منطقة جذب سياحي تعيد للتاريخ جذوره وصدوره وسروره، ما يجعلنا نقول دائماً إن هذه الإمارة ضلع من أضلاع دولتنا الحبيبة، وجزء من تضاريسها التي تحتاج إلى قراءة صفحات تضاريسها بعناية فائقة والاهتمام بتنفيذ فراشها لتواكب النهضة الحضارية التي تعيشها الدولة . الاهتمام بالأماكن التاريخية والسياحية، ثقافة عصر الأنوار وقرن النهضة وتضاريس إمارة رأس الخيمة جديرة بأن تصبح رافداً مهماً في تغذية أنهار الدولة بماء الرخاء الاقتصادي والثراء الاجتماعي والازدهار السياحي، فقط كل ما تحتاجه الإيمان بالمبادرة والمثابرة والسير على خطى بقية الإمارات التي قطعت شوطاً واسعاً وحققت إنجازات تعد بالمعجزات ولاشيء مستحيلا أمام الإرادة الصلبة والعزيمة القوية والعقل الذي لا يكف عن العطاء وتقديم الأفكار بسخاء وتحقيق الطموحات.
بلا تردد.. ما قدمته إمارتا أبوظبي ودبي يجب أن يكون نموذجاً لابد وأن يحتذى به ولابد وأن يوضع ككتاب تقرأه العيون وتستفيد منه العقول.. ولابد ألا يكون النفط عاملاً واحداً ووحيداً، يصب في خانة تطورنا؛ لأن للعوامل الطبيعية الأخرى نصاباً لا يقل وزناً ولا قيمة عن عامل النفط.. فقط هي الإرادة وتجميع عناصر القوة، القدرة الفائقة في صناعة المستقبل وصياغة أحلام الوطن من حرير ما تنسجه العقول ومخمل ما تحيكه القلوب.. نحن اليوم نفخر ونعتز بهذا النهوض الحيوي في كل المجالات في دولتنا الحبيبة، لذلك نشعر بالفرح عندما ينتصب معلم من معالم السياحة أو الاقتصاد على أي بقعة من تضاريس بلادنا؛ لأن كل قطرة ماء تنث من عرق المجتهدين، هي في النهاية تشكل رافداً مهماً في نمو اقتصاد الدولة وفي ارتكازها على أكثر من مصب وفي كل إمارة من إمارات الدولة.
نشعر بالامتنان لكل الذين يخصبون حياتنا بالمشاريع الحيوية التي تضيف إلى صروح الدولة صرحاً جديداً، لتملأ أوعية القلوب بمزيد من الأمان والاطمئنان على غد الأجيال القادمة، وعلى مصير حياتهم.. نشعر بالسعادة عندما تتفتح زهرة جديدة في بستان بلادنا لأنها تزيد من العبق عطراً مضافاً، تفوح رائحته الذكية على كل أرجاء البلاد.. نشعر بالغبطة عندما يتم الإعلان عن ميلاد تاريخ جديد لمشروع مرتبط بأحلام الناس ومشاعرهم.. وهكذا هي الإمارات ولاّدة بالإنجازات، مدهشة في العطاءات، ذاهبة في المدى نحو آفاق وأحداق وأشواق، لأجل عشاق يكتبون قصائدهم على أوراق الخلود لأجل وِجود.. وَجود.


Uae88999@gmail.com