..وتتوالى أيام الفرح، ولقاءات التكريم، ويحل نجوم «الأبيض» ضيوفاً على «راعي الثقافة»، ونبعها وقيمتها وقامتها، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واللقاء نفسه يمثل المكافأة والجائزة، لأنه يكون في رحاب الثقافة والفائدة والنصائح التي تشعر أنك تبحث عنها، وقد سنحت لي الفرصة لأجلس في رحابه في مناسبات عدة سابقة، والحق أنني لم أكن أريد للقاء أن ينتهي، فالعبارات تنساب من سموه، كاشفة واضحة، لها جمالها ولها رونقها، ولها لذتها التي هي سمة في حديث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولما لا، وسموه هامتنا الثقافية للعالم، وحرصه على الثقافة والتراث، أضاف إلى معالمنا التجارية والرياضية، معلماً ينشده الخاصة في أحضان الإمارة الباسمة وراعيها، بعد أن باتت معلماً ثقافياً، له إسهاماته على الصعيدين العربي والعالمي. وكعادة لقاءات سموه، تحفل بالنصائح والدروس، التي كان من بينها أمس مطالبة سموه أصحاب القرار الرياضي بتقليص عدد اللاعبين الأجانب في الأندية إلى لاعبين اثنين فقط بدلاً من 4، وأن يكون أحد اللاعبين في الدفاع، والآخر في الهجوم، والنصيحة التي أسداها سموه للمسؤولين بهذه الصورة، تنم عن إلمام حتى بطبيعة اللعبة، وهو ما يتضح من طلب سموه بأن يكون أحد اللاعبين في الدفاع، في إشارة إلى أن الفريق ليس هجوماً وفقط، وأنه علينا ألا نهدر فرص أبنائنا المهاجمين، ثم نلومهم لأنهم لا يسجلون، لكن سموه اختزل كل تلك المعاني في رسالة بليغة، أصابت الهدف ووصلت إلى وجهتها. وبالأمس أيضاً، حل نجوم المنتخب ضيوفاً على صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، ولسموه إسهاماته الرياضية وأفكاره السديدة، فقد أشاد سموه بالمدرب المواطن وأكد أنه لا يقل عن نظيره الأجنبي، كما اختار سموه نموذج المدرب المواطن، ليكون درساً للجميع بأن الكفاءات المواطنة موجودة في كل مكان، وأن علينا فقط أن نبحث عنها، وأن نمنحها الفرصة لإثبات وجودها. لا نخطئ الفرحة في عيون اللاعبين، وهم يتنقلون من بيت إلى بيت في ربوع الوطن، فبيوت قادتنا هي بيوت الشعب، وحينما يحل اللاعبون ضيوفاً على قادتنا، فإنهم يحلون ضيوفاً علينا جميعاً، فبيتنا والحمد لله «متوحد»، وقلوبنا متوحدة، وفرحتنا جاءت كما هي حالنا، متوحدة، شارك فيها الجميع، سقتها القيادة حباً ودعماً، وتعهدها المسؤولون رعاية، وترجمها المدرب واللاعبون فناً وإبداعاً، وزفتها الجماهير إلى البطولة في ليلة «عُرس» لن تُنسى. التحية واجبة للجميع، واجبة إلى محمد خلفان الرميثي الأب الروحي لهذا الجيل الذي يستحق أن يقفز اسمه إلى كل محفل، وأن نذكره عند كل إنجاز، فهو من فتح الباب، وهو من تعهد هذا الجيل بالرعاية وراهن عليه، وواجبة لرئيس الاتحاد الحالي، يوسف السركال، الذي جاء ليكمل البناء دون أن ينال من وحدته، فجنى لقباً توج عمل اتحاده، ومنح الجميع قوة دافعة، أحسب أنها ستطول بإذن الله. كلمة أخيرة: دامت «ديار زايد» عامرة بأفراحها، مضيئة بأبنائها، ودامت الانتصارات بإذن الله لتجدد ليالي الفرح، فكلما مضت ليلة، جاءت أخرى. mohamed.albade@admedia.ae