يعتبر فيلم البؤساء من أشهر أفلام ليلى علوي، الممثلة المصرية التي بدأت حياتها الفنية، وهي في السابعة من عمرها، وكانت فتاه حسناء من أب مصري وأم يونانية، وعلى ما يبدو أن هذه الخلطة المصرية اليونانية قد نجحت في دور السينما المصرية والعربية إلى يومنا هذا، على الرغم من جفاف منبع الجمال بسبب الزمن الغادر، والذي جار على كل ما هو غض ويافع، إلا أنني ما زلت وبقلمي الرطب أجد نفسي أكتب مجبوراً عن زمن ليلى علوي وجيلها، والسبب في ذلك هو قوم طعنوا في السن والفكر، فهم قوم كارهون للحياة توقفت عقارب ساعاتهم بعد الجامعة مباشرة، فلا نستغرب خروج هؤلاء على الملأ، وهم بالكاد يغطون رؤوسهم ببعض الشعيرات على طريقة أحد النجوم، ويتنطعون علينا في مديح فيلم أو مسلسل، ومنها ينتهي بعد أن يبدأ بدقائق معدودة، تلك الأفلام والمسلسلات معدومة الشخصية والشخصيات، لينتهي المطاف بمشاهد هذه الأفلام والمسلسلات المملة، والتي لا تحتوي على أي شي جديد، حالها حال إعلاناتها التي تعيدنا إلى الثمانينيات بألوانها الباهتة، وعادت بنا إلى الخلف. فعندما تتحكم عقول ادمنت الفشل في المجال الابداعي تجد النتيجة على “المشاهد” ،وسيؤثر ذلك حتما على ثقافته وعلى ذوقه العام. ذلك قبل أن يطلق لنا العنان للتعبير عن مشاعرنا في الصحافة، فقد شارك بعض من الصحفيين في هذا الفشل الفني والأدبي حين دعم القنوات بأخباره ومقالاته، ليشاركهم في إنتاج الفشل والملل، أما الآن فلنا حق التعبير عن كل ما هو غير صالح، لنعطي كل ذي حق حقه، هذه الحرية في التعبير عن فشل أو نجاح ستشكل جسراً في التواصل الحقيقي مع الجمهور المثقف، كي يبقى على تواصل مع الفن الراقي، ولولا ذلك لهجر الجمهور دور السينما، وأنا متأكد من أن الجمهور المحلي هو مثقف وواعٍ، ولا يرضى بأن يُستغل بقصص سخيفة، بطلها عجوز أصلع و”مكرش” ويصارع الشباب بفارغ الصبر، بانتظار المخرج ليصرخ “كت”. فلو قارنا بين ما طرح في دور السينما في الماضي وبين ما يطرح حاليا لعرفنا الفرق بين الحقبتين، ففي السابق كان المشاهد «مسيراً وليس مخيرا» اما الآن فقد تغيرت القاعدة فأصبح المشاهد «مخيرا» في كل ما يطالعه على الشاشة . الفكرة.. السينما كالمجالات الإبداعية الأخرى ،ان قيدت فقدت جمالها وقوتها uae2005_2005@hotmail.com