أوصى ابن الأهتم بنيه: يا بنيَّ، اتقوا الجواب وزلّة اللسان، فإني رأيت الرجل يعثر قدمه فيقوم من زلته، فينتعش منها سويا، ويزل لسانه فيوفيه وتكون فيه هلكته، يا بنيّ، إذا غدا عليكم رجل وراح فكفى بذلك مسألة وتذكرة بنفسه، يا بني، ثيابكم على غيركم أجمل منها عليكم، ودوابُّكم تحت غيركم أجمل منها تحتكم، يا بني، أَحيوا المعروف وافعلوه، واكرهوا المنكر واجتنبوه، وآثروا الجود على البخل، واصطنعوا العرب وأكرموهم، فإن العربي تعده العدة فيموت دونك، ويشكر لك، فكيف بالصنيعة إذا وصلت إليه في احتمالها وشكرها، والوفاء منها لصاحبها؟ يا بنيّ، سوِّدوا أكابركم وأعزّوا ذوي أسنانكم تعظموا بذلك، وارحموا صغيركم، وقرِّبوه، وأَلطفوه، وأجيروا يتيمكم، وجودوا عليه بما قدرتم، وخذوا على أيدي سفهائكم، وتعهدوا جيرانكم وفقراءكم بما قدرتم عليه، واصبروا للحقوق، واحذروا عار عدوّكم عليكم في الحرب بالأناة والتؤدة في اللقاء، وعليكم بالتماس الخديعة في الحرب لعدوّكم، وإياكم والنزَّق والعجلة، فإن لمكيدة والأناة والخديعة أنفع من الشجاعة. يقال فِي جَوْدَةِ الرَّأْي وَفَسَادِهِ : هذا رأي سَديد، وَرأي أسَدّ، ورأي صَائِب، وَصواب على الوصف بالمصدرِ، ورأي أصيل، ثَاقِب، بَازِل، جَزْل، نَضِيج، مُخْتَمِر، وإنّ فلاناً لَذُو رَأي رَمِيز، ورأي رَزِين، وَوَزِين، وَجَمِيع، وَمُسْتَجْمِع، وَحَصِيف، وَمُسْتَحْصِف، وَإِنَّهُ لَجَيِّد الرَّأْي، وَمُحْكَم الرّأي، وَمُحْصَد الرّأي، ومُسَدَّد الرَّأي، وَمُوَفَّق الرّأيِ، وَنَجِيح الرَّأْي . وَفِي رأيه سَدَاد، وصواب، وإصابة، وأصالَة، وثُقُوب، وَجَزَالَة، وَرَمَازَة، وَرَزَانَة، وَوِزَانَة، وَحَصَافَة، وَجَوْدَة، وتقول : باتَ فُلان يُصَادِي نَفْسه عَنْ هَذَا الأَمْرِ أيْ يدير رَأْيَهُ فِيهِ. في العربية ما يكون للذكور والإناث ولا علم فيه للتأنيث إذا أريدَ به المؤنث «عُقابٌ» يكون للذكر والأنثى، حتى تقولَ «لَقْوَةٌ» فيكونُ للأنثى خاصّة، و«أفْعى» تكون للذكر والأنثى، حتى تقول «أُفْعُوَانٌ» فيكون للذكر خاصّةً، و«ثَعْلَبٌ» يكون للذكر والأنثى، حتى تقول «ثُعْلُبانٌ» فيكون للذكر خاصة، قال الشاعر: أرَبٌّ يَبولُ الثُّعْلُبانُ بِرَأْسهِ ... لقدْ ذَلَّ من بالَتْ عليهِ الثَّعالِبُ وبعضهم يقول للأنثى: ثَعْلَبَةٌ، و«عَقْرَبٌ» يكون للذكر والأنثى، حتى تقول «عُقْرُبانٌ» فيكون للذكر خاصَّةً، على أنَّ بعضهم قد قال: عَقْرَبَةٌ يَكومُها عُقْرُبانْ وكذلك قولهم «عُصْفورةٌ»، و«فَرَسٌ» يكون للذكر والأنثى، قال الأصمعيُّ: هو بمنزلة الإنسان، يقال للرجل «هذا إنْسَانٌ» وللمرأة «هذه إنْسَانٌ»، وحكى بعضُ العرب: «شربتُ من لَبن بعيري». طرفة بن العبد: ما بالثّـراءِ يسُــودُ كـلُّ مُســـــوَّدٍ مثـــر ولكــن بالفعــــال يســــود بل لا أُكاثِــرُ صاحبـي فـي يُســرهِ وأصُــدُّ إذ فــي عيشِــهِ تَصْريــــد فـإذا غنيـت فإن جــاري نيلــــه مــن نائلــي وميســـري معهـــود وإذا افتقرْتُ، فلن أُرَى متخشَّــعاً لأخــي غنــى معـروفـــه مكــدود Esmaiel.Hasan@admedia.ae