أهم البرامج التلفزيونية في رمضان، هي برامج المسابقات التراثية والشعبية، وهي بالتأكيد ظاهرة جميلة ومحببة ومهمة للتعريف بتراث الإمارات، وحياة أهلنا في الحياة القديمة، وتعليم الأجيال الجديدة تراثها وثقافتها التي أخذت بالضمور والاندثار، خاصة الأعمال اليدوية وطرق وأساليب العيش، وأيضاً نوع الإنتاج الاقتصادي، وصولاً إلى الحياة الثقافية والفنية في الإمارات، واختلاف أنواعها وأشكالها من منطقة إلى أخرى، خاصة أن حياة البحر والبر والريف والسهول والجبال وتنوع هذه البيئات أعطت غنى للحياة الاجتماعية والثقافية والفنية للإمارات، وخلقت تجارب مختلفة ومتنوعة عند إنسان هذه الأرض العزيزة. وإن حقق المعدون لهذه البرامج المادة المهمة للتقديم، كونهم أصحاب اختصاص، وينتمون لهذه البيئة وأهلها وهو الشيء المفرح في هذه البرامج، إلا أن بعض المقدمين والمذيعين يعجزون في أوقات كثيرة من نطق بعض المفردات والمصطلحات بل إن الكثير منهم لا يعرف ماذا يقدم ويظهر بصورة مضحكة، لأنه لا ينطق بصورة صحيحة كما يفعلها أهلنا وحتى جميع الناس، وهذه في حقيقة الأمر عثرة عند أجيالنا الجديدة أو عند بعضهم، خاصة الذين يريدون أن يعرفوا الناس بتراثهم إذ بهم يقدمون المادة التراثية بصورة خاطئة كثيراً، في نطق الكلمات أو شرح المعاني، وغالباً ما يتفوق الجمهور المتواصل مع هذه البرامج على المذيع، وهذه مأساة، وعلاوة على خلط بعض التعريفات والمسميات بين منطقة وأخرى، حيث إن في الإمارات بيئات ومجتمعات محلية تختلف في بعض الأوقات في أسلوب النطق أو المسميات لبعض الأدوات أو الحرف بل حتى بعض أنواع الحياة البيئية مثل: أنواع الأسماك والحياة البحرية أو أدوات الصيد وأدوات العمل. وعلى الرغم من إيجابيات هذه البرامج الكثيرة، الثقافية والتراثية، إلا أن عدم وصول المشاهد والمستمع إلى التعرف إلى هذه المسميات عن طريق البحث والتمحيص أو العودة إلى الكبار والقدامى من أهلنا ومحاولة لمعرفة البيئة وأدواتها، والوصول إلى الغاية والهدف من هذه البرامج، إذا كانت فعلاً هدفها تعريف الأجيال الجديدة بثقافتها وتراثها القديم. هذه البرامج يخرجها المذيعون والمقدمون للبرامج من أهميتها، بتقديم الجائزة المالية، قبل أن يعرف المتلقي تراثه وثقافته والمعارف القديمة وأدوات البيئات المختلفة. وتصبح الجائزة المالية هي الهدف والغاية حتى أصبح يشارك في هذه المسابقات والبرامج الذي ليس له معرفة بالإمارات وتراثها، بل حتى الذين لا يعرف التين من العنب بل البعض لا يعرف كيف ينطق اللغة العربية، لقد انحرف الهدف من هذه البرامج، وأصبحت ساحة لتوزيع الأموال والجوائز، هذه البساطة والفوز المجاني من دون معرفة حتى أبسط المفردات التراثية أو الاجتماعية أو الثقافية، لا تجعل أحدا يهتم بالمعرفة!! ما هذه البرامج التي لا يعرف المذيع والمقدم نطق المفردات الشعبية وما هذه الجوائز المجانية؟!، علينا أن نضبط برامجنا الشعبية، وأن نكون جادين في التعريف بالحياة القديمة وتراث أهلنا، والتعريف بالحياة الاجتماعية والثقافية والفنية وبيئة الإمارات، بأن نجعل الناس تبحث وتحرص على الوصول إلى المعلومة الصحيحة بعد جهد حقيقي، والعودة إلى أصل الأشياء. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com