عندما تحدث مشكلة كبيرة، فهذا أمر عادي يمكن أن يحدث في أي مكان بالعالم، ولكن عندما تتكرر المشكلة بنفس السيناريو، فتلك هي المشكلة! أتحدث عما حدث في صلالة العام الماضي من تكدس للسياح وازدحام ومشكلات كبيرة ومأساوية، والسبب الرئيسي أن عدداً كبيراً من السياح قرر السفر إلى صلالة لقضاء إجازة العيد دون أن يستعد للسفر جيداً، ودون أن يقوم بالحجز للإقامة، ودون أن يقوم بترتيب من المفترض أنه طبيعي قبل السفر. في العام الماضي نذكر ما حدث، فالسائح العربي غير معتاد على الرحلات السياحية البرية، والتي يستخدم فيها سيارته الخاصة في السفر، يشعر بأن المسألة سهلة وبسيطة، يضع الحقائب في السيارة وينطلق، ويعتبرها رحلة بسيطة لا تحتاج إلى الحجز المسبق طالما أنها ليست بالطائرة ولا تحتاج إلى تأشيرة دخول. في قارة أوروبا تعتبر السياحة الداخلية البرية هي أنشط أنواع السياحة، يسافر السائح بسيارته ويعبر حدود الدول الأوروبية دون الحاجة إلى تأشيرات أو إجراءات رسمية، ولكنه قبل أن يتحرك يتأكد تماماً من وجود مكان للإقامة، ويخطط لرحلته بشكل سليم قبلها بفترة، وهذا النوع من السياحة هو الذي يرفع مؤشرات السياحة في الدول الأوروبية. أما نحن فلا يزال أمامنا وقت لنعتاد على السياحة البرية البينية، خاصة أن دول الخليج مؤهلة لذلك، ولديها شبكة طرق برية تجعل السفر بالسيارة سهلاً وبسيطاً، كما أن الحدود البرية لا تتطلب تأشيرات من الخليجيين، ويسمح بعضها بدخول المقيمين أيضاً في الخليج من غير الجنسيات الخليجية. إذاً يبقى السائح نفسه، الذي عليه أن يعتبر السفر براً، هو رحلة سياحية بكل التفاصيل، وتحتاج لحجوزات وتأكيدات في الفنادق أو الشقق الفندقية، وألا يعتمد على الظروف ويصطحب أسرته معه ليقطع مسافة طويلة أكثر من ألف كيلو متر، ثم لا يجد له أو لهم مكاناً للمبيت، فيتحول الأمر إلى مأساة كما حدث العام الماضي. أحداث العام الماضي في إجازة العيد كانت مفاجئة للجميع، وكان سببها الأول هو التصرفات الخاطئة من المسافرين، وكانت نموذجاً لعدم الترتيب أو التجهيز للرحلة، وشهدت أيضاً تصرفات مرفوضة مثل القيادة المستهترة. صحيح أن الجهات الرسمية تصرفت بشكل فوري واتخذت قرارات سريعة ومتعددة لحل الأزمة، ولكن المسؤولية الأولى ملقاة على عاتق المسافر، وعليه أن يكون أكثر حرصاً على نفسه وعلى من يسافر معه. من الجيد الآن هناك لدى المسافر تلك المشاعر التي تعتبر السفر والسياحة بين الدول الخليجية كأنها سياحة داخلية في نفس البلد، أو كأننا مسافرون داخل بلدنا نتيجة التسهيلات، ولكن لا يجب أن تجعلنا تلك التسهيلات نهمل الإجراءات الطبيعية التي علينا القيام بها. مع بدء إجازة العيد، هناك مئات الآلاف الذين قرروا السفر وقضاء الإجازة في الخليج، وهو شيء جميل نحمده ونسعد به، ونشجع عليه، ولكن علينا الحذر دائماً، وعلينا تغيير بعض السلوكيات البسيطة التي قد ينتج عنها مشاكل كبيرة. كل عام وأنتم بخير.. وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com