(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا).
رحم الله زايد، الرجل النبيل الذي جعل من النخيل غيمة خضراء تطل بالسلسبيل، وتهدي الناس جميعاً ظلالاً وعناقيد ويقيناً أميناً بأن الحياة زرع وضرع، وفرع، هذه النخلة في الإمارات مدارات ومسارات، وحوارات ما بين السماء والأرض، وشريعة ربانية أمسك بخيوطها الحريرية القائد المؤسس فرصَّع الوطن بقلائد وقصائد من خصلات تدَّلت كأنها النجوم تقبل جبين البشر، وتهدي العيون فسحة النظر، وتمنح القلوب دهشة السحر، ويعبق الفضاء بأجمل الأماني وأحلى العطر .. زايد الخير، أعطى النخلة امتدادها ومداها، وسواها في الأرض حلماً وفي الأفق وعياً حتى صارت سمة من سمات هذه الأرض، وخصلة من خصال الرجل الأصيل، فتأصلت النخلة كما ترسخت جذور الانتماء لكل مواطن على هذه الأرض، وكما تجذرت ثقافة الإنسان في بلادنا في تربة الحب والوفاء لشجرة مريم .. اليوم وأنت تجول في أنحاء الإمارات تجد عبق زايد الخير تفوح منه رائحة النخلة المبجلة بعبير لا نظير له، ولا مساوي ولا محازي .. لأنها زرعت بيد رجل أعطى من نبض قلبه الكبير، ما يروي جذوع النخل ويسقي عروق الإنسان ويشفي شغف من يعشقون النخلة، ويؤثرونها على سواها من معطيات الطبيعة .. في كل مكان من تضاريس بلادنا نجد النخلة ترفرف بأجنحة السرور كطائر يجنح من أجل الرفعة والسؤدد كبحر يوشوش في الآذان، معلناً ساعة النهوض والارتقاء إلى مراتب البياض الناصع .. في كل مكان من أنحاء بلادنا نجد النخلة تزف لنا خبر المآثر الطيبة، لزايد العطاء زايد الخير والنماء، أعطى وأجزل في العطاء وكما مُنح الطير أجنحة التحليق بحرية، وهب زايد النخلة فروع التحديق بأريحية فحبلت الصحراء الشاسعة نخلاً خليلاً سليلاً، لون الكون بالخضرة، والبوح الحسن، وزخرف مشاعر الناس بفسيفساء البهجة والفرح والسعادة.
يرحم الله زايد الخير الحاضر الغائب، الذاهب في ضمائرنا كما تذهب الدماء الحرة، في عروق الأحرار، الساكن في قلوبنا كالطمأنينة في سويداء المؤمنين الآمنين المستقرين، رحم الله زايد الخير، عَلَم وعلامة تميزنا عن سوانا من شعوب الدنيا، لأنه حكم فعدل فاستقر بالأفئدة على سجادة الآمال العريضة والأمنيات الكبيرة .. رحم الله زايد الخير باني النهضة ومشرع اخضرار النخلة وحكيم بفلسفة الحب والوفاء للإنسان أينما كان ومن أي مكان، رحم الله زايد العطاء، حكيم وحليم ورحيم، واهب الناس قدرة التفوق على تضاريس أمست من عنفوان الدهر رحم الله زايد الخير، ذاكرة الوطن مطوره في العقل المحفوظ.



Uae88999@gmail.com