يتسابق الناس في هذه الليالي المباركة من أجل قضاء حوائج العيد، دائماً في انتظار اللحظة الأخيرة، ألا يعتبر ذلك إخفاقاً في التخطيط؟ خاصة وأن الجميع يعرف أن في نهاية رمضان سيحل عيد الفطر، فماذا سيحدث لو أنهم قاموا بتجهيز أغراض العيد مبكراً خلال الشهر الفضيل، لماذا ينتظرون إلى آخر لحظة من أجل شراء ملابس أطفالهم على سبيل المثال. وكوني أتفلسف بهذه الطريقة لا يعني أنني مختلفة عن الآخرين، ربما يكون هذا بمثابة “تحرطم” على الزحام، الذي تجده في كل مكان، في الشارع، وفي مواقف السيارات، وفي المراكز التجارية، وكأن الجميع يتفقون على الخروج بعد صلاة التراويح، فتجد زحاماً بشريا في كل مكان تذهب إليه، أنهم يتسابقون قبل نفاد البضائع فتجد نفسك في ورطة لأنك لا تجد ما تبحث عنه ويكون أمامك البحث عن بدائل.. إنه تسابق من أجل الدنيا. غير أنك لابد أن تشكر الله وتحمده على التسابق الذي تراه عند جامع الشيخ زايد الكبير في هذه الليالي المباركة، فترى الجموع تحتشد من أجل الصلاة والقيام، تراهم يتسابقون على فعل الخير وعلى الأماكن المتقدمة في المسجد الذي يمتلئ بالمصلين من كل جنس ولون، الحمد لله، ونرى القائمين على المسجد يساعدون المصلين وينظمون هنا وهناك، ويهتمون، ويفعلون ذلك بحب، ودون مَنّ أو أذى، وينشغلون، ويجتهدون، بل ويبذلون فوق طاقتهم في هذه الرطوبة التي تكاد تكون خانقة، وهم على علم بأن جزاءهم عند الله أولاً وقبل كل شيء، لمساهمتهم في أداء آلاف المصلين لصلاتهم وقيامهم، إنه تسابق من أجل الآخرة، فنحمد الله لأن أمة محمد لا تزال بخير، وأن هذا البلد الأمين مؤمن بطبعه، وها هم جموع الناس شيباً، وشباباً، نساءً، ورجالاً يتسابقون من أجل الصلاة. في كلا المشهدين لابد من الإشادة برجال الشرطة، لأنهم يستحقون الدعاء في هذه الأيام المباركة، على جهودهم الواضحة وتفانيهم وإخلاصهم من أجل الحفاظ على انسيابية الطرق وتنظيم الزحام والحفاظ على الأمن والنظام، وفوق كل ذلك مساعدة الناس على تحقيق متطلباتهم، من أجل سلامتهم وسلامة غيرهم، فتجدهم يحرصون على مساعدة المتسابقين من كلا الفريقين، بحيث أصبح مشهد ليلة السابع والعشرين أمام جامع الشيخ زايد الكبير يثير الدهشة، وكان رجال الشرطة يقومون بعملهم بكل أمانة وتضحية وإيثار، وفيما كان الناس يسارعون إلى الصلاة، كانوا يحرصون على وصولوهم وإيجاد مواقف لسياراتهم في الوقت المناسب.. في كلا المشهدين دائما تجد بعض الأشخاص من أتباع نظرية اللحظة الأخيرة..! bewaice@gmail.com