أثبت موقف اللاعب المصري الصاعد الواعد في ملاعب أوروبا محمد صلاح، نجم فريق بازل السويسري، في مباراة فريقه أمام فريق مكابي تل أبيب في بطولة أندية أوروبا مجدداً أن مشاعر الشعب المصري إزاء إسرائيل لا علاقة لها بالاتفاقيات والمعاهدات بين البلدين.
وعندما وجد اللاعب نفسه وجهاً لوجه مع الفريق الإسرائيلي، وأنه لا مناص من أداء مباراة الذهاب في سويسرا تعمد أن يتباطأ في الدخول إلى أرض الملعب ليتحاشى مصافحة لاعبي الفريق الإسرائيلي، مما أثار غضب الصحافة الإسرائيلية التي تأكدت أن «ما في القلب في القلب»، مهما طالبت المعاهدات الدولية بين مصر وإسرائيل بالتطبيع!.
وقبل ذلك كانت العديد من المواقف الرياضية التي من شأنها أن تؤكد نفس المعنى، وآخرها تلك الواقعة التي حدثت في بطولة للجودو أقيمت بألمانيا، ووجد اللاعب المصري رمضان درويش نفسه في مواجهة لاعب إسرائيلي، وكان أمامه أحد حلين، إما أن يلعب المباراة ويبذل قصارى جهده للفوز على اللاعب الإسرائيلي، وإما أن ينسحب ويمنح اللاعب الإسرائيلي الميدالية البرونزية لوزن 100 كيلو على طبق من فضة، واختار درويش الحل الأول، واستطاع بالفعل أن يهزم منافسه الإسرائيلي، وفي ختام المباراة أراد اللاعب الإسرائيلي أن يصافح درويش، مثلما هي العادة في نهاية كل مباراة، تأكيداً على الروح الرياضية بين الفائز والمهزوم، فما كان من درويش، إلا أن أدار له ظهره واتجه صوب مدربه ليتبادل معه التهنئة بالفوز، وبالطبع أثارت تلك الواقعة مرة أخرى حفيظة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي وجدت فيها دليلاً جديداً على أن إسرائيل لا يمكن أن تكسب قلوب المصريين، حتى لو كانت اللوائح الرياضية تفرض المواجهة بين رياضيي الدولتين في بعض المحافل والبطولات الدولية.
وقديما وحديثاً قالوا: إنه من المستحيل تطبيق مبدأ «الحب بالإكراه»!.

وطالما أننا بصدد الحديث عن الخلط ما بين السياسة والرياضة، فإنه من الصعب تجاهل الزيارة التي يقوم بها فريق برشلونة، بكامل نجومه حالياً لكل من فلسطين وإسرائيل، في رحلة اعتبرها الكتالونيون «رسالة سلام» ويشير فريق برشلونة، الأشهر حالياً بين كل أندية العالم، أنه عندما قرر زيارة إسرائيل وضع في اعتباره عدم تجاهل الفلسطينيين، فبدأ الرحلة بزيارة رام الله، حيث كان في استقبالهم نجم «أراب آيدول» محمد عساف، رغم ميوله المدريدية، وكانت الزيارة للأراضي الفلسطينية بمثابة رسالة للجميع بأن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والانقسام في آن واحد، من حقه أن يستمتع بمشاهدة نجوم البارسا، على الطبيعة، خاصة أنهم يُشعرونك في الكثير من الأحيان أنهم أتوا إلينا من كوكب آخر.
وأذكر أنه عندما حط نجوم البارسا الرحال في أبوظبي عام 2009 للمشاركة في بطولة العالم للأندية، أحدثوا حالة من البهجة لم تنته إلا بعد فوزهم بالبطولة السادسة، من ست بطولات شاركوا فيها بالعام نفسه، وهو إنجاز من النادر أن يكرره أي فريق آخر.
إنه حقاً «ليس مجرد نادٍ»، وهي اللافتة التي تصافح عينيك وأنت تدخل نادي برشلونة.

بمناسبة اقتراب شهر رمضان الفضيل من نهايته، لا أملك إلا أن أهنئ الجميع بحلول عيد الفطر السعيد، أعاده الله على أمتنا العربية بالاستقرار وبالأمن والأمان، إنه سميع الدعاء.

عصام سالم | Essameldin_salem@hotmail.com