كانت الفكرة ممتزجة بالحب والرغبة الشديدة في المضي داخل التاريخ لبناء مجد، فمد زايد اليد للإخوة على الأرض التي أريد لها أن تتفرق، وتذوب متشرذمة بين مصالح دول قريبة وبعيدة.. زايد النوراني أدرك عميقاً معنى الوحدة للشعوب على أرض لا يفصل بينها شيء، شعوب هي في الأصل شعب واحد ولا مصير له سوى مصير واحد، لذا كان لا بد عليه أن يتوحد، ولكن كيف؟ كان لا بد من مقام رجل عظيم اسمه زايد بن سلطان آل نهيان أن يبدأ الخطوة الأولى كي يتحرك الزمن، وتتفتح العقول، وتصفو الأرواح، وتسمو النفوس، ليمضي الركب نحو أفق مفتوح على المغامرة الواعية والإدراك العميق بمعنى المستقبل الذي يجب أن يكون مختلفاً. نعم إنه زايد هو من كان البداية، زايد الرجل الذي تعلم الجميع منه فن السياسة وفن الكلام وفن الحب، زايد الرجل الذي تتلمذ شعب كامل على قوته وشدته ومحبته وتسامحه ورأفته وخوفه على شعبه ووطنه.. زايد هو العلامة الفارقة في كل شيء، حيث نهض شعب من ركام التعب والعوز والتخلف عن مسيرة الأمم الحضارية، في وقت قياسي، ليقول ها أنا ذا حاضر بنبل وشرف وكرامة وعزة وإباء في المشهد العالمي؛ فمن هناك حيث البداية شق زايد الطريق نحو العلا بعزيمة لا تلين، وشغف يقارب السماء كي تقف هذه الأرض.. يقف هذا الشعب شامخاً بفضل رؤى تعلو على التخاذل والتراجع، رؤى تمضي بشعب كي يكون في قلب الحضارة وليس على هامشها أو خارجها. هكذا أرادها الأب الرؤوف الرحوم، الصادق الشفاف، الحكيم القوي، زايد بن سلطان، أرادها دولة قوية ومتسامحة متطورة ولا تنالها المحبطات، دولة تقوم على الإنسان أولاً بسواعد رجالها ونسائها تمضي، بشبابها وشيبها تمضي، بالإخلاص والصدق والانتماء تمضي، بالعلم والثقافة والمعرفة تمضي إلى الأمام، دولة ترتقي وتتطور على الدوام. نعم كذلك كان زايد الساكن في قلوبنا، وفي الذاكرة الجمعية لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها، زايد البدء والحاضر والمستقل، زايد والدنا الكبير، له ننحني احتراماً وتقديراً وعرفاناً. إلى زايد الخير المحبة، إلى زايد الخير العرفان الأبدي. ??? رحل زايد ولكن رؤاه لم ترحل، نوره لم يرحل، فهذه القيادة تمضي بتلك الرؤية التي ترتكز على الوحدة والإنسان كعنصر أساسي في البناء والتطور، الإنسان الإماراتي الذي على عاتقه نور البلاد ومستقبلها، تحت مظلة قائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الذي يضيف جديده في رؤية البناء والعمل، ليعبر بنا بسلام نحو مزيد من الإشراق لوطننا الذي نعشق، ونموت دونه. سعد جمعة | saad.alhabshi@admedia.ae