تقوم بلدية أبوظبي بحملة لتقليم الأشجار المشوهة للمنظر العام، كما تقوم بحملة أخرى لإزالة الأشجار من أمام المباني أو تلك التي تزرع بجوار الأسوار كنوع من السواتر التي يفضلها الأهالي، لتأمين خصوصية منازلهم والحفاظ عليها من الأتربة والرمال والرياح، خاصة في المناطق الجديدة، خارج جزيرة أبوظبي، حيت تكثر الرياح المحملة بالأتربة والرمال الصحراوية.
إن زراعة الأشجار حول المنازل يؤمنها، كما تشكل ساترا وحاجزا لمرور الرمال، وبالتالي تحمى المنازل وتحفظها.
وبحكم التربة ونوعيتها انتشرت بين السكان شجرة الداماس، التي تتوافق مع متطلبات السكان وتلبي حاجياتهم، فهي سريعة النمو، إذ يمكن في غضون عام أن تتجاوز الثلاثة أمثال، كما تحافظ على خضرتها صيفا وشتاء.
وتشكل شجرة الداماس إذا ما زرعت متقاربة حاجزاً يشبه السور الواقي والمانع، ليكون سورا إضافيا للمساكن، ناهيك عن سعرها المقبول مقارنة بأشجار الظل الأخرى، وتتوفر الشجرة بكثرة وهناك أنواع مختلفة منها، ولم يعد هناك منزل لم يزرع هذه الشجرة التي اكتسبت شهرة وانتشاراً كبيرين في الفترة الأخيرة.
أمر حسن أن نزرع الصحراء، ونحولها إلى أشجار باسقات، وجميل أن يحرص المواطنون على محيط منازلهم ويزينوها بالأشجار والزهور ويرعوها رعاية خاصة، فهو سلوك حضاري يقوم به المواطنون والمقيمون، الذين يتسابقون ويتفننون في تخضير المساحات التي تكون في العديد من المناطق الشاسعة حول منازلهم.
نحن مفطومون على حب الزارعة واللون الأخضر، كما أن زراعة هذه الأشجار تعمل على تنقية الهواء والتوازن البيئي، فعندما تزيد مساحات المسطحات الخضراء يؤثر ذلك إيجابا على الطقس، وتسهم الأشجار في ترطيب الأجواء وخفض درجات الحرارة، ولست هنا لذكر منافع الأشجار وتعداد فوائدها، ولكن هناك حداً أدنى من المعلومات العامة التي يعرفها الجميع.
وفي الاتجاه المعاكس، وضد كل ذلك تمنع بلدية أبوظبي زراعة هذه الأشجار، وتخالف من يزرعها، وكل من يقوم بزراعة أي شجرة خارج منزله، خاصة الداماس!
هناك أقاويل وإشاعات تقول إن الشجرة ذات عروق تنمو وتمتد لمسافات طويلة، وتطارد الرطوبة والمياه، وقد تتسبب في إتلاف البنى التحتية، وهناك من يقول إنها تفرز غازات سامة، وقول يذهب الى أنها سامة في بذورها وما يتطاير من أوراقها، وغيرها الكثير من الاجتهادات التي سهلت البلدية ترويجها، وأنها لم تذكر صراحة سبب منع زراعة واجتثاث هذه الشجرة، وأنها تتعامل مع المواطنين بطريقة الامتثال أو الغرامة.
والغريب في برنامج وخطط البلدية أنها لا تساوي بين الأحياء والمنازل، فتسمح لمنزل ومنطقة، وتمنع على منزل ومنطقة معينة، مما يجعل المواطنين في حيرة من أمرهم.


m.eisa@alittihad.ae