شهر رمضان لا كغيره من الشهور.. شهر تسوده المودة والرحمة وتقبل الأمور بصدر رحب لمناقشة همومنا الرياضة بعيداً عن التشنج وإلقاء التهم على الأطراف المعنية بالرياضة عامة والشأن الكروي خاصة.. وقدمت بعض قنواتنا الرياضية والإذاعية مواد دسمة في هذا الشهر الفضيل كنا نتمناها على مدار العام نناقش فيها قضايانا الرياضية بعيداً عن الضغوط بكل أشكالها. وتناولت بعض حلقات تلك اللقاءات الاحتراف واللاعب الأجنبي والتسويق ولجان اتحاد الكرة خاصة لجنة أوضاع اللاعبين هذا الموضوع الذي أشبع نقاشاً في الجمعية العمومية الأخيرة وكذلك إخفاقات بعض الأندية في تحقيق أهدافها التي رسمت قبل بداية الموسم وبقاء البعض ضمن الكبار وتأخير صعود البعض والموازنات وغيرها الكثير من الأمور الهامة. شخصياً حرصت على متابعة معظم البرامج وحلقاتها الخاصة وأعجبت بمستوى النقاش الإيجابي الذي سادها وموضوعية الحوار والنظرة التفاؤلية لمستقبلنا الرياضي عامة والكروي، خاصة وأن القادم من المواسم ستكون أكثر إيجابية وأن ابتعاد أنديتنا عن منصات التتويج الآسيوية لن يطول وهذا ما ستسعى إليه الأندية في الموسم المقبل لتعيد الاعتبار لكرتنا ومكانتها الآسيوية وأن سيناريو التتويج سيتكرر ولن يكون نادى العين هو الأول والوحيد الذي حظي بها. واتضح لي من خلال تلك البرامج بأن كلما كان المتحاور بعيداً عن الضغوط كلما كان الحوار واقعياً ومنطقياً.. فالبرامج الحوارية التي نشاهدها على مدار العام وفي أوج الصراع على المسابقات المختلفة تفتقد أحياناً الموضوعية في الطرح وقضية الهجوم والدفاع تطغى على الحوار وتنتهي الحلقة دون الوصول إلى قناعات معينة فيها وان كان بعضها تحقق الحد الأدنى منها وهذا ليس انتقاصاً من حق معدي ومقدمي تلك البرامج وإنما لعدم اعتراف المتحاور بما يواجه به وما ينبغي عليه من ردود مقنعة للمتلقي بشأنها. صحيح ليست كل الشهور كرمضان وليست كل البرامج غوغائية دون جدوى ولكن بالطبع ليست جميعها على مستوى من ضبط النفس وموضوعية في الردود وفي تناولها للقضايا لأن من يعيش الأجواء المشحونة ليسوا كمن يترقبها بعيون مراقبة لذلك تخرج البرامج أكثر هدوءا في الطرح وأكثر موضوعية في التناول، رغم إصرار البعض على الدفاع عن وجهات نظره في الأحداث التي رافقت فرقهم أو العزوف عن المشاركة في اللحظات الصعبة التي تتطلب تضافر الجهود دعماً للمسيرة الرياضية. لذلك فاختيار المتحاور الهادي مطلوب في البرامج الحوارية حتى لا يتحول إلى ما يشبه الاتجاه المعاكس يضيع فيه المضمون ولا يستفيد المتلقي من أطرافه. لقاءات رمضان ومجالسها يجب أن تكون حاضرة على مدار العام ونقد الذات من الأهمية في تغيير الواقع الذي نعيشه بعيداً عن فرض وإصرار وتمسك المحاور أوالمتحاور برأيهما أمام تشتت المتلقي، كما أن تصحيح هذا المسار ليست مسؤولية طرف بعينه، وإنما مسؤولية كل الأطراف والإعلام أهم ركائزه كما أن اختيار عناصر الحوار يأتي ضمن أولويات النجاح في توصيل المعلومة وإثراء النقاش الهادف والبناء. الشكر لكل الجهود التي بذلت من معديها ومقدميها ولرواد هذه المجالس الرمضانية، رغم اختلاف الرؤى والمواقف للأحداث.. وهذه فضائل الشهر الكريم نسأل الله أن يعيده علينا باليمن والخير والبركة ورياضتنا في تقدم وازدهار وكل عام والجميع بخير. Abdulla.binhussain@wafi.com