يستعد القطاع السياحي بدولة الإمارات لموسم استثنائي خلال الفترة التي تبدأ من عيد الفطر المبارك وحتى بدء العام الدراسي الجديد، موسم يتميز بطابعه الخليجي الجميل، بعد أن أصبحت الدولة وجهة مفضلة ومحببة لدى الملايين من إخوتنا الخليجيين. فالتوقعات تشير إلى ارتفاع قياسي في أعداد الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي لتتجاوز 2,5 مليون سائح ستستقبلهم الإمارات خلال فترة لا تزيد عن 45 يوماً، ولا شك أن هذا العدد يعد كبيراً بكل المقاييس بالنظر إلى الفترة الزمنية المحدودة لهذا الموسم، ما يعطي مؤشرات واضحة حول التطورات المهمة التي حققها القطاع السياحي بالدولة خلال السنوات الماضية.السياحة الخليجية دائما ما كانت تبحث عن أفضل وأرقى الخدمات، ولطالما كانت محركاً مهماً للأسواق السياحية الرئيسية في العالم سواء في أوروبا أو آسيا وأستراليا وغيرها، وحين تصبح دولة الإمارات وجهة رئيسية للسائح الخليجي فإن ذلك لا يكون من فراغ، بل نتيجة عمل وجهد مخطط ومدروس، يقوم على توفير خدمات متكاملة تلبي احتياجات وتطلعات السائح الخليجي، وهي منظومة تمكنت الدولة من تحقيقها بامتياز، فكانت النتيجة أننا سنعيش بعد أيام قليلة، موسماً خليجياً يعد الأعلى في التاريخ السياحي لدولة الإمارات، ليس ذلك فحسب، فمع بدء العام الدراسي الجديد في شهر سبتمبر المقبل يبدأ الموسم الشتوي، ومعه يعود تدفق السياح الأجانب ويعود موسم المعارض والمؤتمرات الكبرى الذي يملأ فنادق الدولة مجدداً بالنزلاء، وبالتالي فإن عجلة السياحة تستمر في دورانها طوال العام. السياحة في الإمارات تمكنت من تحقيق نقلة نوعية، خصوصاً خلال السنوات العشر الماضية، والمشاريع النوعية والبيئة الاستثمارية والروح التنافسية التي وفرتها الدولة للمستثمرين السياحيين، بدأت تؤتي ثمارها، فمن كان يتوقع قبل 10 سنوات أن يتجاوز عدد الغرف الفندقية على مستوى الدولة 100 ألف غرفة، بينما لا يتوفر نصف هذا العدد في دول سياحية عريقة يصل تعداد سكانها إلى عشرات الملايين، خصوصاً أننا كنا نرى ونسمع الكثير من التعليقات التي تشكك في مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه السياحة في الإمارات قياساً إلى المشاريع الطموحة التي كان يتم إطلاقها في ذلك الوقت، ولكن الإمارات تثبت اليوم أن كل خططها لتطوير السياحة كانت في محلها، وكانت تتم وفقاً لرؤية واضحة لمستقبل هذا القطاع. دولة الإمارات نجحت في بناء قطاع سياحي يصبح مساهماً قوياً في الاقتصاد الوطني، ورغم أن المقومات الطبيعية والتاريخية المتوفرة بالدولة لا تقارن بمقومات تمتلكها بلدان سياحية أخرى، فقد أدت الخطط الطموحة والواقعية إلى إيجاد سياحة نوعية متعددة المجالات، تفوقت بها على العديد من العواصم السياحية العالمية، لتعزز من مكانتها كمركز ثقل اقتصادي في المنطقة والعالم.وعلى كل حال فبلادنا ترحب بجميع زوارها من كافة أقطار العالم، ولكن تبقى للسائح الخليجي في الإمارات مكانته الخاصة، فأهلاً بالخليجيين في الإمارات.. عاصمة السياحة ومهد المنجزات. hussain.alhamadi@admedia.ae