مشهد اصطفاف النخيل وهي تحمل ثمارها، تشكل مواكب الخير التي تبعث على الأمل، وتضفي جواً من البهجة على قاطني مدينة العين، مدينة الخضرة والجمال، لعلّ اقتراب ساعة الحصاد لما تم رعايته من الأشجار لشهور طويلة، مبرراً لتواصل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة من العام، فهي السبيل إلى نضوج الثمار التي باتت تشكل محصولاً استراتيجياً، لتلبية احتياجات مواطني الدولة وتصدير ما يزيد على الحاجة من تمور إلى تمور مصنعة من خلال مصنع الإمارات للتمور أهداف المصنع الذي يهدف إلى تصنيع التمور وتغليفها للاستفادة منها لتدعيم الاقتصاد الوطني، ناهيك عن ما تتبرع به الدولة من هذا المحصول للدول الشقيقة والصديقة… اللافت أن هذه الشجرة المباركة تستأثر باهتمام الخبراء والمختصين والمهتمين على المستويين المحلي والإقليمي وحتى العالمي. يجمع أهالي العين وزوارها على أن أشجار النخيل من أهم المعالم التي تميز المدينة عن غيرها من المدن في المنطقة، حيث تجود أشجار نخيل العين في كل صيف بثمارها حلوة المذاق بأنواعها المختلفة، ومنها الخصاب، وبومعان، والبرحي، والجبري، والجش الرملي، والخنيزي، والخلاص، واللولو، والنغال، والمكتومي، وأبو الزبد، والهلالي، والفرض. وغيرها ويتكرر هذا المشهد سنوياً في فصل الصيف عندما يحين موعد «خرف» الرطب، أي جمعه... وبات من الطبيعي أن تشاهد الناس في شوارع العين التي تزينت بها أشجار النخيل يقطفون من الثمار مستبشرين بأولى حبات الرطب، حيث لا توجد قوانين تمنعهم من ذلك ولا توجد أسوار عالية تحول بينهم والوصول إلى ثمارها، خاصة أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الباني المؤسس عمل على زراعتها لتكون صدقة جارية له ولكل من ساهم في زراعتها وسقايتها والعنايـة بها... وتحتضن مدينة العين في شوارعها وميادينها مئات الآلاف من أشجار النخيل التي تجود كل صيف بثمارها، ليتكرر المشهد سنوياً، يقطفون ما يريدون.. ما يجسد الآية (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)، (25) سورة إبراهيم. وتطلق بلدية العين سنويا مشروع شامل لصيانة وتأهيل واحات النخيل، والأفلاج. وذلك بهدف حمايتها والارتقاء بها سياحياً، حيث تستمد النخلة أهميتها من صلتها الوثيقة بالموروث الثقافي لمجتمع العين بوجه خاص ودولة الإمارات بشكل عام، لما تشكله من أمن غذائي ومصدر دخل. ويوجد في مدينة العين 7 واحات للنخيل تشمل واحة العين، وتضم فلجي العيني والداودي، وواحة المعترض، بالإضافة إلى، واحة الجيمي، وواحة القطارة، وواحة الهيلي، وواحة المويجعي، وتضم كل من تلك الواحات الست فلجا يحمل اسمها، بالإضافة إلى فلجين خارج المدينة هما فلج مزيد وفلج صاع.. النخلة شجرة عظيمة في عطائها وشموخها، رغم كل الظروف ألم تلهم الشعراء حتى قالوا كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً... يُرمَى بحجر فيَرمِي أطيب الثمر .. ليتنا نتعلم. jameelrafee@admedia.ae