أعتقد نفر من الأقزام أنهم باستهداف سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الليبية طرابلس، سيرهبون دولة، ويهزون نهجاً ومبدأ، ويبعثون برسالة دنيئة دناءة فعلتهم، وقد خاب ما هدفوا إليه، فطاشت رميتهم وسلم الله العاملين في المبنى، وستظل أجهزة العدالة تطاردهم مع اللعنات التي تلاحق دوماً أمثالهم ممن يسعون لنشر الدمار وسفك الدماء والفساد في الأرض.
وأخس الناس على وجه البسيطة، ذاك الذي يسعد لعدوان يستهدف بلاده وممتلكاتها، ومستعد لإراقة دماء مواطنيه وغيرهم من الأبرياء، لإرضاء أهوائه الحزبية وانتماءاته السياسية والعقائدية الخربة، وذلك ما فعلته أبواق الضلالة والتضليل لأذناب “إخوان الشياطين” في واجهاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، وهي تبتهج للاعتداء، وذلك ليس غريباً عليهم، وهم الذين وضعوا مصلحة الجماعة فوق كل ولاء وانتماء للوطن، ودبروا بليل ما لم تشهده الإمارات من قبل، قضية التنظيم السري الذي قال قضاء الإمارات كلمته فيها، وعبر أبناء الإمارات عن لفظهم لذلك التيار الدخيل عليهم، وعلى قيمهم الأصيلة المتوارثة عبر الأجيال في التلاحم الوطني والطاعة لولي الأمر، وحسن التعايش والتسامح.
لقد كانت هذه الحادثة والاعتداء الإرهابي أحدث موقف يكشف عن حجم الأحقاد المتراكمة في صدور غدت كالمراجل وهي تغلي حقداً وبهتاناً على مواقف الإمارات المبدئية في نصرة الشقيق والصديق واحترام خيارات الشعوب، وقد أصبح لها دور مؤثر في الساحة الإقليمية والدولية.
دور مستمد من التقدير والاحترام الدولي لسياسات ومواقف الإمارات، وهي تسعى دوماً لتوحيد الصفوف وحشد الطاقات لأجل تحقيق مستقبل أفضل للبشرية في عالم يسوده التفاهم وتبادل المنافع والمصالح المشتركة، وتتفرغ شعوبه لتحقيق التنمية الشاملة بما يحقق لها الخير والازدهار والرخاء. عالم يرفض أصوات الغلو والتطرف واستغلال الدين مطية لإرضاء شهوات المعتوهين للتسلط والقتل والتدمير.
لقد كانت الإمارات في مقدمة الدول التي هبت لمساعدة الشعب الليبي الشقيق، وقدمت له الدعم من أجل بناء بلاده ومؤسساتها وسط ظروف صعبة ومعقدة، كما تفعل دوماً مع كل شقيق وصديق، ما أوغر صدور تلك الفئات الحاقدة التي تريد جر بلدانها للهاوية والفوضى والعبث، لأنه المناخ الوحيد الذي تعرفه وتعيش وتقتات منه وتزدهر فيه.
الهجوم الإرهابي الجبان على سفارتنا في طرابلس، كان محل استنكار وتنديد كل أبناء الإمارات وشرفاء العالم، إلا فئة تأتمر بأمر مرشد الضلالة، وتضع مصلحة الجماعة والولاء لها فوق مصلحة الوطن، وهي مستعدة للتفريط في كل الثوابت الوطنية لأجل أن تبقى، وشواهد سوء أفعالها في كثير من المناطق من حولنا.
إن مثل هذا الاعتداء لن يرهب أحداً، ولن يثني الإمارات عن مواقفها المبدئية القائمة على نهج راسخ في الداخل والخارج، يقوم على العمل لكل ما فيه خير ورقي الإنسان حيثما كان. وبهذا النهج، بنت سمعة ومكانة إقليمية ودولية رفيعة، ولها حضورها المتميز في المحافل العالمية، وفي كل ملتقى يعقد لأجل الخير وإسعاد البشرية.
وهو نهج لن تحيد عنه، ولن تستطيع مثل هذه الاعتداءات الحاقدة أن تنال منه، والله نسأل أن يحفظ الإمارات من كيد الكائدين والحاقدين، ومن شر الفتن ما ظهر منها وبطن.


ali.alamodi@admedia.ae