العمل على تدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها وتوظيفها في مختلف التخصصات رؤية في الاتجاه الصحيح وخطوة نحو تحقيق مبادئ الهوية الوطنية، وما تتطلبه من جهود المحافظة على المكان ومن يشغله ويملأه بمشاعر اللغة الدالة على لون التضاريس، وخطوط الطول والعرض في الجغرافيا.
احتضان «أبوظبي للإعلام» لأكبر عدد من الإعلاميين المواطنين والإعلان عن توظيف 500 موظف في مؤسسة دبي للإعلام خلال الأعوام القليلة المقبلة، هو في حد ذاته إعلام للإنسان على هذه الأرض بأن الإعلام يحتاج إلى أعلام ورموز وطنية تقود مسيرة النهضة في البلاد، وتضع بصماتها الذهبية على كل خبر، وترسم سماتها على كل مشروع وطني يستحق الإضاءة بما يكفي وبما يتلاءم مع قوة تأثيره في صناعة غد الوطن، وتأسيس حاضره على ركائز لا تقبل التشويه أو التشويش، وإذا كان الراهن الإنساني مملوءاً بأغراض وأمراض المجبولين على إساءة التعامل مع المنجز الحضاري للغير، وإذا كانت الجهات الأربع تعج بالأبواق المفتوحة على آخرها، وأهدافها معروفة ونواياها لا تغيب عن ذهن عاقل، فإن التركيز على وضع الإعلام بكل فروعه وتخصصاته بأيد تعرف إلى أين تسير بالبناء، فلا تخطئ ولا تنحرف ولا تحرف، بوازع من ضمير وطني، وحس إنساني بقدر ما تبديه القلوب المؤمنة والمخلصة، من جهد وعمل لأجل أن تبقى الإمارات دوماً في المقدمة، ودوماً عند هامات السحاب، ودوماً ناصعة الصيت واضحة الصوت.
فاليوم غير الأمس، ونحن أمام مرحلة تاريخية في حياة المنطقة مرحلة تحتاج إلى تضافر الجهود مجتمعة، وتحاذي الأكتاف وتوسيع الخطوات وحث العزائم، ورفع المعنى والمضمون من أجل تحقيق الجودة الإعلامية متساوية ومتوازية مع جودة ما يقدم من منجز حضاري باهر، أثمر سطوع دولة صورتها في عيون العالم أحلى صورة، وصوتها في آذان الإنسانية أجمل صوت، وأثرها في الوجدان البشري نحت حروفاً من ذهب، لذلك لابد للإعلام أن يتماهى وهذا التجلي الرائع ولابد للإعلام أن ينظر إلى العالم بعيون إماراتية، من ملح البحر، وشظف الصحراء، ولابد للإعلام أن يمارس دوره الريادي بعقول تخزن شعوراً من نبت نخلة فارعة، وغافة وارفة.
لابد للإعلام، أن يعلن عن نفسه، بتصريح واضح مفاده أن الحياة تغيرت وأن الجامعات أنجبت أبناءً يتطلعون إلى وسائل إعلام بلادهم كأحضان دفيئة الوجدان خصبة الأشجان، وتنظر إليهم بلادهم على أنهم الذراع والشراع، والنون والقلم والراية والعلم، والضمير المتكلم، والنقطة والفاصلة في جملة التواصل وتأصيل المعاني، وتفصيل الأماني على صفحة وفسحة.



marafea@emi.ae