أسدل الستار على الانتخابات بما لها وما عليها، وقالت الجمعية العمومية كلمتها، واختارت من يقود دفة اللعبة لأربع سنوات مقبلة، والمفروض الآن، أن نطوي هذه الصفحة بكل ما رافقها من أخطاء إجرائية، وما صاحبها من تصريحات نارية، فتلك هي طبيعة الانتخابات، وسنة الصراعات. الآن، بات يوسف السركال هو ربان سفينة الكرة، التي سبق أن قاد دفتها من قبل، سواء في مجلس سابق، أو في اللجنة المؤقتة، ومعه فريق من الجدد والقدامى، يجمعهم حب اللعبة، والرغبة في قيادتها إلى واقع جديد تستفيد فيه من مكتسباتها التي حققتها في الفترة الأخيرة، وتبني عليه لمستقبل أكثر إشراقاً وأكثر رغبة في تحقيق المزيد من التطلعات، وعلى المجلس الجديد أن يدرك أن ما تعلقه عليه الساحة الكروية من آمال وتطلعات، يفوق ما كان لديها في الماضي، وقد استعرضنا على مدار عدة أيام، ما تريده تلك الساحة من ممثليها، وتركزت أهم الطلبات في الارتقاء بالمنتخبات ومختلف القطاعات، ووضع برمجة ثابتة للمسابقات، تراعي الجميع، وتجنبهم الإرهاق. أعتقد أننا كنا بالأمس أمام تجربة ديمقراطية حقيقية، سواء اختلف البعض حولها أو اتفقوا، وقد رأينا كيف كان الصراع حامياً، وربما للمرة الأولى نشهد في انتخاباتنا مفاجآت، يمكن وصفها أنها من العيار الثقيل، لعل أبرزها حصول عبدالله حارب مرشح رئاسة الاتحاد أمام يوسف السركال على صوتين فقط، وحصول سليم الشامسي في موقع نائب الرئيس على صوت واحد، هو بالطبع صوت النادي الذي يمثله وهو «مصفوت» بالرغم من أنه كان في المجلس السابق، كما دخل الثلاثي «المخضرم» راشد الزعابي وعلي الأحمد وغانم أحمد غانم، صراعاً تكميلياً على مقعدين، بعد أن تعادلوا بـ 17 صوتاً لكل منهم، وتلك أيضاً كانت من المفاجآت. أما فوز محمد ثاني الرميثي رئيس مجلس إدارة نادي الجزيرة بمقعد نائب الرئيس بأغلبية مريحة، فعن نفسي لم أستغربه، فنجاحات الرجل في قلعة العنكبوت أهلته ليكون شريكاً في رسم سياسات اللعبة على مستوى الدولة، وهو رجل من هذا النوع الهادئ الذي يعشق العمل في سمته، وسمته قريب من النائب الثاني عبيد الشامسي، وأعتقد أنهما معاً سيشكلان إضافة مهمة للعبة في مرحلة الحصاد التي أكدت عليها من قبل. الجميع ساهموا في رسم المشهد بالأمس، وقد كان للحق، مشهداً مثيراً، إذ مضى الصراع الانتخابي بطريقة دراماتيكية، وحفل بكل ما في «سيناريوهات الأكشن» من أحداث، ألقت بظلالها على الجلوس في قاعة الانتخابات، والذين لم يشعروا بالوقت، بفعل المفاجآت التي توالت حولهم، وفي كل المناصب دون استثناء. حتى الذين لم يوفقوا بالأمس ساهموا في خروج التجربة الانتخابية بهذا الثراء وهذه السخونة، وأعتقد أنها مقدمة مهمة لعصر جديد في الساحة الرياضية، التي دخلت منعطفاً جديداً، وأعتقد أن كل البرامج التي طرحت من قبل المرشحين خلال الفترة السابقة، يجب أن تصاغ جميعها في ورقة عمل لصالح الإمارات، فكل منهم كانت لديه إضافة، وكل منهم كان يريد صالح اللعبة، وخدمتها لا تتوقف فقط على المجلس الجديد، وإنما على الجميع. كلمة أخيرة: بعد الانتخابات ما يهمنا أن تكون كرة الإمارات هي الفائزة. mohamed.albade@admedia.ae