لا حديث من قبل ولا من بعد إلا عن الأبيض ومنجزاته، وما يمكن أن يفعله منتخب الوطن، وما يمكن أن يدخله في نفوس الناس من بهجة وسعادة، وما يضيفه إلى فرح نفوسهم، والأمر يتعدى أن تكون مباراة نهائية، والظفر بكأس دورة الخليج، ويتعدى تمثيلاً رياضياً في محفل خارجي، هو شيء من التلاحم والتآلف والتآزر من الشعب كله، مواطنين ومقيمين، نحو غاية هي راية الوطن العالية، ونشيد الإمارات، وحبها الذي يسكن الصدور، هي فكرة نحو سمو المشاعر باتجاه هذا الوطن الغالي، واتجاه ما يسطّره من منجزات كثيرة على الصعد كافة، لتبقى الإمارات اسماً غالياً، وصيتاً عالياً، ومنجزاً حاضراً.. هنيئاً للجميع بالإمارات، وللإمارات بأهلها! • اتصل شخص بي، فحاولت أن أتذكر رنّة صوته كعادتي بسرعة، فغالباً ما أميز الناس بأصواتهم، وأربطها بصورهم، غير أن هذا الشخص كان عليّ عسيراً تذكره، فقلت له: لطفاً من المتحدث؟ فرد دون تردد أنا أبو شنب، فأجفلني قليلاً، وتذكرت العمود الذي كتبته قبل يومين، فحاولت أن أستلطفه، لاعتقادي أنه متصل، وفي نفسه شيء من ناصر، فقلت: طبعاً.. طبعاً أهلاً وسهلاً، سررت باتصالك، بصراحة كنت متفائلاً بحضورك مباراة الإمارات والكويت، فرد: أنا ما يهمني إلا أن تفوز الإمارات، فقلت: كلنا هذا الشخص، فقطع عليّ: أنا متصل علشان الذي كتبته عن «شنباتي»، فقلت له: تعرف.. هي جزء من مداعبة تؤخذ بروح رياضية...، فقاطعني ثانية: أسمع أخ علي، فسررت في نفسي أنه ملتبس عليه الأمر، ويظنني جاري علي أبو الريش، فقلت في نفسي: خليه على وجه، فأكمل: أنا أحب أي واحد يربي شواربه، الشنب ممتاز للرجل، فقلت: طبعاً.. طبعاً أنا معك على طول الخط، خاصة في هذا الزمن الحرج، وأحب أن أشكر اتصالك، وأتمنى أن تحضر المباراة النهائية، تراك فأل خير، فرد: المهم أخ عليّ أسمع.. ما تنسى أنت أبو شنب! أقفل الخط وأنا متشكك هل عرفت الصوت أخيراً أم لا؟ • أثبتت الجماهير الإماراتية أكثر وفاءها وحبها وانتماءها وولاءها، وتماسكها وتمسكها بقيادتها ورموز وطنها، والمعاني والقيم التي تسيّر مجتمعها، تحية خالصة لهم على كل ما بذلوه وفعلوه، وعلى تعبهم وصدق مشاعرهم، بدءاً من أصغر مشجع «راشد» إلى أكبر عجوز زحفت وراء المنتخب! • رغم أن البطولة خليجية، إلا أنها تتصف بأنها عربية قومية، فقد خرجت من محليتها إلى أفقها العربي، وما نشهده من هذا التعاضد العربي شيء يفرح القلب المتعب من شقاء الوطن العربي الكبير سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتنموياً. • «عموري» لاعب غير عادي، فهو فاكهة الدورة، وأبرز نجومها، وأجمل هدية نقدمها للكرة الخليجية والعربية، يستحيل أن أسجل له إلا عشر نقاط من عشر.. «عموري» كل التوفيق لك دائماً.. وأبداً.. ودمت! amood8@yahoo.com