قال الحسن بن الفضل بن الربيع: خرج علينا المهديّ متنكراً ومعه الربيع والمسيّب بن زهير يطوف في الأسواق إذ نظر إلى أعرابي ينشد فقال الربيع: أخبرني عن أرق بيت قالته العرب، قال: بيت امرئ القيس بن حجر: وما ذرفــت عينــاك إلا لتضربــي بسـهميك في أعشـار قلبٍ مقتّل فقال المهدي: بيت قد داسته العامة وفيه غلطٌ. ثم قال للمسيب: هات ما عندك. فقال: وممـا شــجاني أنهـا يـوم أعرضـت تولت وماء العين في الجفن حائر فلمـا أعـادت مـن بعيـــد بنظــرةٍ إليّ التفاتـاً أســـلمتها المحاجــر وسلمتها أيضاً. فقال: وإن هذا قريبٌ من ذاك. وخلفهم شابّ من أهل المدينة له أدب وظرف وقدم متظلماً فطال مقامه على باب المهدي، فلما سمع ذلك منهم حمله ظرف الأدب على أن أدخل نفسه بينهم واتصل بهم وقال: أتأذنون أن أخوض معكم فيما أنتم فيه؟ قالوا: ماذا؟ قال الأحوص: إذا قلــت إنـي مشـــتفٍ بلقائهــا فحمُّ التلاقـي بيننـا زادني وجـدا فقال المهدي: أحسنت يا فتى، فمن أنت؟ قال: أنا رجل من أهل المدينة. قال: وما أقدمك العراق؟ قال: مظلمة لي أنا مقيم عليها بباب الخليفة منذ كذا وكذا وقد أضرّ بي ذلك. فقال للربيع: عليك بالرجل. فأخذه معه وسامره أياماً ثم أمر بردّ مظلمته وقضى حوائجه وأمر له بصلة عشرة آلاف درهم. اختصم رجلان إلى عمر بن عبد العزيز فجعلا يلحنان فقال الحاجب: قُما فقد أوذيتما أميرُ المؤمنين. فقال عمر: أنت والله أشدّ إيذاء إليّ منهما. وعن أبي داود قال: أرسل المعتصم إلى أشناس فطلب منه كلب صيد فوجه به إليه فرده وهو يعرج. فكتب إليه أشناس بشعر قاله: الكلب أخذت جيدٌ مكسور رجلٍ جبت ُردَّ جيدٌ كما كلبٌ كنت أخذت فكتب إليه المعتصم: الكلب كان يعرجُ يوم الذي به بعثت لو كان جاء مخبراً خبّر رجلُ كلبٍ أنت طرفة بن العبد: إذا شَــاءَ يوْمــاً قـــادَهُ بِزِمَامِــــهِ ومنْ يـكُ في حبـلِ المنيّــة ِ ينقدِ أرى الموتَ لا يُرعي على ذي قرابة وإنْ كان فـي الدنْيا عزيـزاً بمقعَدِ ولا خيرَ في خيـرٍ تـرى الشَـّرَّ دونَـهُ ولا قائــلٍ يأتِيــكَ بعــدَ التَّلَــدُّد لَعَمْــــرُكَ، مـا الأيــــامُ إلاّ مُعــارَة فما اسطعْتَ من معروفِها فتزوّدِ عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه فكُلُّ قَريـــنٍ بالمُقَــارِنِ يَقْتَــدي Esmaiel.Hasan@admedia.ae