تفاعل شعبي واسع حظيت به مبادرة «مصر في قلوبنا» التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر بتوجيهات سامية من قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، دعماً للشعب المصري الشقيق، ولمساعدته على تجاوز الظروف الاقتصادية، والأوضاع الحرجة التي يواجهها.
تفاعل ينطق بعمق الروابط والعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ومن نهج سار عليه أبناء إمارات الخير والمحبة، رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نهج يقوم على مد يد العون والمساعدة للشقيق والصديق، وكل من يواجه ظرفاً يتطلب مداواة الجرح وتضميد الجراح ورفع المعاناة، والتخفيف من وطأة صروف الدهر.
ولمصر في وجدان كل عربي مكانة رفيعة، وعند أبناء الإمارات منزلة خاصة، عبرت عن نفسها بمواقف سجلها التاريخ بأحرف من ضياء ونور، ولعل في مقدمتها تلك المواقف الخالدة لزايد، طيب الله ثراه، عندما قال مقولته الشهيرة إن “البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي”، وعندما رفض، رحمه الله، عزل مصر عن أسرتها العربية، وقال “إذا لم تأتِ مصر للعرب، على العرب أن يذهبوا إليها”. ومضت الأيادي البيضاء من إمارات الخير تنثر الحب والمشاريع والمدن السكنية في ربوع أرض الكنانة، تقديراً لهذه المكانة الكبيرة لمصر ودورها المحوري بين شقيقاتها، وأينعت مدناً وصروحاً ومشاريع عملاقة لصالح الشعب المصري الشقيق.
وقبل هذه الحملة الطيبة المباركة، كان وفد رفيع المستوى بقيادة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، يرافقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين، يحط الرحال في قاهرة المعز، ينقل تحيات قائد مسيرة الخير خليفة الخير، لقيادة مصر وشعبها العزيز وتمنياته بالاستقرار والنجاح والازدهار، ووقوف أشقائهم في الإمارات إلى جانبهم، وتوجيهاته السامية بتقديم حزمة من المساعدات التنموية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لصالح مصر لمساعدتها على اجتياز الظرف الدقيق الذي تمر به، ما يجسد موقفاً تاريخياً يعبر عن عمق الروابط والوشائج بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وعندما قام بعض “الطارئين” على الشعب المصري بالتطاول على الإمارات، أنبرى لهم شرفاء مصر ولفظوهم، كما يلفظ الجسم الصحيح عنه الأدران، واجتازوا عتبات ظلمة مرحلة أراد معها “الطارئون” والمغامرون القفز بها فوق حقائق التاريخ والمنطق، وتقزيم دور مصر العملاق ورسالتها في خدمة العرب والمسلمين، ومركزها المحوري في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
واليوم عندما تطلق الإمارات حملة “مصر في قلوبنا”، فإنما ترسخ مكانة مصر الرفيعة في قلوبنا، وتحمل التزاماً أخوياً وحرصاً على الوقوف إلى جانب الشعب المصري الشقيق، ومساعدته على اجتياز هذا الظرف الدقيق، وتمكينه من معاودة دوره الريادي بين أشقائه في العالم العربي، متمنين أن تؤتي هذه الحملة الطيبة المباركة ثمارها، وتمثل إضافة وزخماً للجهود المباركة التي ينهض بها شرفاء مصر، وبدعم من قواتهم المسلحة من أجل استعادة مكانة مصر ودورها الرائد عربياً ودولياً، وما ذلك ببعيد بفضل من الله ووحدة صف أبناء مصر، ليعبروا بثقة وتفاؤل نحو مستقبل زاهر يليق بمصر.


ali.alamodi@admedia.ae