في ديوانها "دون أن أرتوي" تجمع الشاعرة خلود المعلا أجمل قصائدها وتقدمها كباقة ورد، قصائد مختارة من عدة دواوين، كلها رائعة وجميلة ومحلقة في عالم الخيال والشعر الحديث، لذلك تمت ترجمة هذا الديوان إلى لغات أخرى وهو ديوان يستحق هذه الترجمات التي نالها، حيث تبحر الشاعرة عبر اليم من شاطئ إلى آخر، ومن فضاء إلى فضاء سحري جميل، أبدعت في سكب هذه القصائد الرائعة وأحسنت الاختيار عندما قررت أن يكون ديوان يجمع بين دفتيه قصائد من دواوين مختلفة، القصائد كلها تسير في نسق واحد ومتقاربة الفضاءات والأجواء الشعرية، همسات حب وجمال دائم داخلي وشجن جميل يزين هذا الديوان الرائع "دون أن أرتوي".. "عرفت قبل الكون أنك آت من أوحى لأصابعك أن تسرق صبري! أنت المُنزل من الماء أبسط لي قلبك مد روحك لي ارم توبتك على قدري اجعلني الحارسة على شمسك امنحني هواك" الشاعرة خلود المعلا، اسم شاعري عبر الصحراء والسواحل إلى مرافئ بعيدة، هذا الصوت الشعري رسخ حضوراً محلياً منذ فترة طويلة، ثم طاف الوطن العربي مشاركة وفعلاً لافتاً في المهرجانات الكبيرة ليمثل صوت الشباب الجدد والقصيدة الجديدة في الخليج العربي تماماً كما فعلت شاعرات أُخريات. ولعل شباب القصيدة الحديث في الإمارات أكثر سعادة بأن مشروعهم الشعري الحداثي يترك الصحراء ويعبر إلى البعيد في اللقاءات والمهرجانات العربية والأجنبية، ما يؤكد ويبرهن أن القصيدة الحداثية هي الأصدق في التعبير عن أجيال جديدة تؤمن أن الشعر ليس بالضرورة أن يلتزم قافية قصيدة لحرية التدفق الشعري والخيالات الجديدة للإنسان الحالم بالانعتاق من كل قيد، حتى وإن كان شعرياً!. "انتهى الصخب تفرقت ببطء هواجسي امتلأ المكان بزنابق برية تماهت روحي بحس الطبيعة وها هي تسير كجدول نحو الحرية" التقيت الشاعرة خلود المعلا في أحد مهرجانات أصيلة، جاءت لتمثل الإمارات وصوتها الشعري الحديث، كان في ذلك اللقاء أستمع لأول مرة إلى هذه الشاعرة التي كانت محل حفاوة من المنضمين لهذا المهرجان وذلك عبر متابعتهم لهذا الصوت الشعري الجديد وصاحب القصيدة الحداثية، أبدعت الشاعرة في كل شيء وكان الحضور أكثر فرحاً بهذا الصوت الإماراتي الجميل، بعدها اكتشفت أنها إنسانة رقيقة واجتماعية، بل تسعد بأن تكون أكثر قرباً من الناس وعلى أي مستوى اجتماعي كانوا، وهذا عكس بعض الأدباء والكتاب والشعراء الذين يميلون إلى الابتعاد عن المشاركات الاجتماعية، حيث يختفي الشاعر أو الأديب بعد أن يقدم مشاركته الأدبية. خلود المعلا روح شعرية وشاعرية مختلفة كثيراً، إنها زهرة فوّاحة تعطر المكان دائماً بالابتسامة الصافية وهي تحمل روح الأخوة للناس جميعاً، هي وحدها قصيدة رائعة بعلو أخلاقها وحبها للفضاء الشعري الذي تسبح فيه. "ما زلت أحبه ولأنني كذلك أطلقت طيوره للفضاء واكتفيت بالفراغ الذي خلّفته" Ibrahim_Mubarak@hotmail.com