عندما كنا نتفوق أيام الدراسة، أو في عملنا كنا نجد من يطلق عليهم أصحاب النفوس الضعيفة يحاولون التقليل من هذا النجاح، بل ويمكن أن يقلبوا الحقائق، ويجعلوا النجاح فشلاً، أو أنه جاء بمحض المصادفة، ودائماً ما كان العقلاء يقولون إن هذه هي ضريبة النجاح، فدائماً الشجرة المثمرة لا تجد الحنان، ولكن تجد القذف بالحجارة حتى يحصلوا على ثمارها. فأنا اعتبر أنه على قدر حجم الهجوم غير المبرر والنقد الذي ليس له أي أساس، يمكننا أن نقيس حجم النجاح الذي تحقق الآن كلما زاد النجاح زاد الحاقدون وأصحاب النفوس السوداء. هذه المقدمة، فقط حتى أؤكد أني عندما أسمع هذا الهجوم غير المبرر على شركات الطيران الخليجية من بعض رؤساء شركات الطيران الأوروبية، مثل ما حدث مؤخراً من رئيس شركة لوفتهانزا الألمانية، وسبقة رؤساء شركات الطيران الهولندي والاستراليه والكندية، حيث يرجعون النجاحات التي تحققها شركات الطيران الخليجية إلى المصادفة، أو الأموال الطائلة التي يمتلكها الخليج بحكم ما يمتلكه من ثروات بترولية، كل هذه الانتقادات والهجمات تريحني وتثلج صدري، حيث إنها توضح مدى النجاحات التي تحققت ومدى الفراغ المعلوماتي الذي يعيشون فيه، ويظهر هذا جلياً أمام الرأي العام والاقتصاديين الذين يعلمون جيداً موقف شركات الطيران الخليجية وكيف تمكنت من الوصول لهذه النجاحات في زمن قياسي، وكيف تمكنت من مواجهة الأزمات الاقتصادية التي مرت بها بفكر مستنير وتخطيط جيد ومحترف، على العكس من الذين يشنون هجوماً الآن والذين واجهوا هذه الأزمات بمنطق الكارثة العالمية التي ليس لها حل. ولكننا لم نقف أبداً في موقف المدافعين عن أنفسهم ضد هذه الادعاءات غير الصحيحة، وغير المبررة لأن هذه النجاحات التي تحققت لشركات الطيران الخليجية، لم تأت من فراغ، وإنما بناء على تخطيط جيد ورؤية واضحه وتطوير مستمر وعمل جاد، هذا ما يؤدي إلى النجاح فليس الأموال وحدها تكفي لصناعة النجاحات. وإذا تحدثنا عن شركات الطيران الوطنية بدولة الإمارات، فنجد أن آخر لقب حصلت عليه الاتحاد للطيران هو لقب شركة الطيران الرائدة بالشرق الأوسط، وذلك للعام السادس على التوالي، وإذا تحدثنا عن التقرير المالي لمجموعة الإمارات فنجدها حققت أرباحاً صافية بلغت 2,3 مليار درهم عن السنة المالية 2011/ 2012، وعندما نرصد النجاحات التي حققتها شركات الطيران الاقتصادي بالدولة، فقد حققت شركة طيران العربية صافي أرباح للأشهر الثلاثة الأولى المنتهية في 31 مارس 49,2 مليون درهم إماراتي، بزيادة 11% عن الفترة ذاتها من عام 2011 والتي سجلت 44,2 مليون درهم، كما حصدت فلاي دبي جائزة أفضل ناقلة اقتصادية تعمل في الشرق الأوسط لعام 2012. والسؤال الآن هل كل هذه النجاحات بمحض المصادفة فقط، ولماذا نحن فقط من ينعم بهذه المصادفات السعيدة؟ وأقول لهؤلاء استثمروا فكركم في التخطيط الجيد، أفضل من إضاعة الوقت في شن الهجمات التي لا تحمل غير معنى واحد، وهو الحقد على النجاحات التي وصلنا إليها حالياً. وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com