الليلة قبل الماضية وبحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أستضاف المجلس الرمضاني العامر لسموه محاضرة قيمة تتعلق بالمخاطرة والتحديات في مجال العمل الخيري ألقاها مايكل جرين وهو خبير اقتصادي وكاتب بريطاني تولى مسؤوليات حكومية في بلاده، وتفرغ للعمل الخيري الذي بدأه من رومانيا مع انهيار الستار الحديدي.
استضافة المحاضر والمحاضرة تمثل حرص راعي المجلس على الاستفادة من خبرات الآخرين لإثراء العمل الخيري الإنساني الذي يعد من مقومات ودعائم مجتمع الإمارات ونهج راسخ رسمه رائد العمل الخيري والإنساني القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، نهج جعل من إمارات الخير والمحبة منارة للخير وعنواناً للعطاء من دون حدود، ودون تمييز للون أو عرق أو معتقد.
نهج بنت معه الإمارات تجربة تروى للأجيال، ويمكن للسيد جرين ونظراؤه من المعنيين الاطلاع عليها والاستفادة منها. ففي هذا المجلس منذ نحو عام، وتحديدا في أكتوبر الماضي وخلال محاضرة لأحد رواد العمل الإنساني وهو الملياردير بيل جيتس أحد أغنى أغنياء العالم، وصاحب مؤسسة بيل ومليندا جيتس روى صاحب المجلس سمو الشيخ محمد بن زايد جانبا من فلسفة ونظرة القائد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله للعمل الإنساني، وذلك عندما عاد سموه من رحلة لمناطق قبائل الماساي الأفريقية، وحدث والده بالظروف المعيشية التي يعانوها، وعندما علم الأب انه لم يقدم لهم شيئا، أمره بحفر آبار المياه لهم ومساعدتهم في بناء المنازل والعيادات والمدارس وتوفير احتياجاتهم، حتى وإن كانوا على غير عقيدتنا وملتنا. وأكد سموه “أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يحثنا دائما على مد يد العون والمساعدة لكافة الناس دون تمييز لدين أو عرق أو ملة”.
كما كانت لسموه مبادرة في دعم مؤسسة بيل ومليندا جيتس بمبلغ 440 مليون درهم لتسريع جهود العالم للقضاء على شلل الأطفال بحلول عام 2018، وخصوصا في باكستان وأفغانستان، تضاف لسلسلة مبادرات تصدرت معها الإمارات ساحات العمل الخيري والإنساني. كما يسجل للمحسنين من أبنائها تفاعلهم القوي والفعال مع مبادرات القيادة وإنجاحها، وأمامنا مثال حي وملموس بنجاح مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لكسوة مليون طفل محروم حول العالم والتي حققت السقف المحدد لها خلال عشرة أيام من إطلاقها وقبل المدة المحددة لها في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك يوم العمل الإنساني الإماراتي الذي يصادف ذكرى رحيل زايد الخير رحمه الله.
كما أن العديد من هؤلاء المحسنين مؤسساتهم الخيرية الخاصة بهم والتي تعمل في ميادين عدة إلى جانب المؤسسات والهيئات الخيرية الإماراتية الرسمية وفي مقدمتها “خليفة الإنسانية” و”زايد الخيرية” و”خيرية محمد بن راشد” والهلال الأحمر، وكل منها لها بصماتها وشواهدها في مختلف أصقاع الأرض، وتجاربها الخاصة في ميادين العمل الإنساني الذي نسأل الله لهم فيه التوفيق ويديم نعمه على الإمارات لتظل منارة للخير وعنوانا للعطاء.



ali.alamodi@admedia.ae