قال ابن القرِّيَّة: تأدبوا فإن كنتم ملوكاً سدتم، وإن كنتم أوساطاً رفعتم، وإن كنتم فقراء استغنيتم. وقال شبيب بن شبية: اطلبوا الأدب فإنّه عون على المروءة، وزيادة في العقل، وصاحب في الغربة، وحلية في المجالس. وقال مصعب بن عبد الله الزُّبيري: قال لي رجل من أهل الأدب: إن ثلاثة ضروب من الرجال لم يستوحشوا في غربة، ولم يقصروا عن مكرمة: الشجاع حيث كان، فبالناس حاجة إلى شجاعته وبأسه، والعالم فبالناس حاجة إلى علمه، والحلو اللسان فإنه ينال ما يريد بحلاوة لسانه ولين كلامه، فإن لم تعط رباطة الجأش، وجرأة الصدر، فلا يفوتنك العلم وقراءة الكتب، فإن بها أدباً وعلماً قد قيَّدته لك العلماء قبلك، تزداد بها في أدبك وعلمك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منح والدٌ ولده خيراً من أدب حسن » وفي رواية أخرى عنه عليه السلام أنه قال: «ما نحل والدٌ ولده خيراً من أدب حسن ». قال سابق البربريّ: قد ينفع الأدب الأحداث في مهلٍ وليس ينفع بعد الكبرة الأدب إنَّ الغصون إذا قوَّمتها اعتدلت ولن تلين إذا قوّمتها الخشب قيل لعيسى عليه السلام: من أدَّبك؟ قال: ما أدَّبني أحدٌ، رأيت جهل الجاهل فاجتنبته. قال عبد الملك بن مروان لبنيه: يا بنيّ لو عداكم ما أنتم فيه ما كنتم تعوّلون عليه؟ فقال الوليد:أما أنا ففارس حرب، وقال سليمان: أما أنا فكاتب سلطان، وقال ليزيد: فأنت؟ فقال: يا أمير المؤمنين؟ ما تركا غاية لمختار. فقال عبد الملك: فأين أنتم يا بنيّ من التجارة التي هي أصلكم ونسبتكم؟ فقالوا: تلك صناعة لا يفارقها ذل الرغبة والرهبة، ولا ينجو صاحبها من الدخول في جملة الدّهماء والرعية، قال: فعليكم إذاً بطلب الأدب، فإن كنتم ملوكاً سُدتم، و إن كنتم أوساطاً رأستم، وإن أعوزتكم المعيشة عشتم. أبو العتاهية: أشــدُّ الجِهَــادِ جهـادُ الهــوى ومَــا كــــرَّمَ المـــــرءَ إلاَّ التُّقَــى وأخلاَقُ ذِي الفَضْلِ مَعْرُوفة ببــذلِ الجــــمِيلِ وكـفِّ الأذَى وكُلُّ الفَكـــَاهـاتِ ممْــــلُولة وطُــولُ التَّعاشُـــرِ فــيهِ القِـلَى وكلُّ طريفٍ لَهُ لَذَّةٌ وكلُّ تَليدٍ سَــريعُ البِلَى ولاَ شَيءَ إلاَّ لَهُ آفَة وَلاَ شَيْءَ إلاَّ لَهُ مُنْتَهَى وليْسَ الغِنَى نشبٌ فِي يَدٍ ولكنْ غـِنى النّفــس كلُّ الغِنى وإنَّا لَفِي صُنُعِ ظَاهِرٍ يَــدُلّ على صـــــانعٍ لا يُرى Esmaiel.Hasan@admedia.ae