بعض الشباب حين تسمع بمشاريعهم ذات الصفقات الطائرة، والتي هي بالملايين، والتي تتحدث عن استثمار في كابل بحري أو حفر منجم في ناميبيا أو ألياف لا تعرف فيما تستعمل، ويمكن أن تفيد، تقول:”ودي لو يسمحون لي بمشاركتهم، عشان يصيبنا من الخير ما أصابهم، فنفوز فوزاً عظيماً، لكن بعد تفكر وتدبر، ترجع وتقول: مبروك عليهم أرباحهم بالملايين، أخاف أتقاشر عليهم، وأعدم بركة حركتهم، وتعبهم الذي لا يوازيه تعب، خاصة الذي يختص بالكابل البحري، وذلك الذي يحفر في ناميبيا”! ? بصراحة في حالة من عدم الاحترام بين الحبيب والمحبوب أو بين العشاق في الأغاني العربية الجديدة الهابطة، وعدم التقدير، ومراعاة الشعور، فواحد يعلنها صراحة، ودونما خجل:”والله نقض لك ريش يازين”، وإلا “قوم أوقف وأنت بتكلمني”، وإلا يسب أهلها وبعده ما خطبها “أدي عيلة واطيه ونصّابه”، كذلك هناك من الدعوات البغيظة بين أحباب الأغاني، ما يشيب لها الرأس، وتقول هؤلاء أحباب أم أعداء، فمنهم من يتمنى الموت له أو لحبيبته إن دبّ خلاف بينهما أو يردد بين كل شطر: “أدعي عليه يموت”، وآخر يسخط ويعلنها: “روح الله يأخذك يامعذبني”، هذا غير اللي يدعو لحبيبته أن يصيبها بو حميّر، وإلا يصبّحها خاز باز! ? لم أجد مثل اللبناني شطارة في البيع، بحيث يستغل كل المستجدات والأخبار وظروف الربيع العربي، وهبات الطبيعة لصالحه إن كان بائعاً، فإن عرض عليك أحدهم فدان أرض في أعلى الجبل، تجده يسخر معطيات الطبيعة وهباتها لصالح تلك البيعة، وكأنه من ممتلكاته أو هي جزء من تلك الأرض البور، فيجعل من صباح جبل صنّين في العلالي رهن شرفتك، وذلك النسيم الذي تحركه أشجار السرو والحور مبعثاً لنوم صحي، لا تشكو فيه من ألم في العظام، وغسق الشمس لابد أن يسقط في صحن بيتك قبل أن يغرب، وشفقها لابد أن ينثر هباءه الذهبي عند عتبة بابك، وكله من أجل أن يثقل ظهرك بمائة ألف دولار زائدة، ليس له فيها دخل، كأن يقرّب لك البحر البعيد، ويجعل منظر بيروت على بطن كفك، ويشعرك بأن جارك الجنب أمير خليجي، وجارك البعيد رئيس البلدية، وعلى الزاوية وزير الكهرباء، لضمان عدم الانقطاع! ? ما يوترني مثل الشخص “أبو أكثر من شريحة” له “في كل عرس قرص” أو في كل بلد شريحة تلفونية، فما أن يصل المطار حتى يفسخ شريحة بلده، ويركّب شريحة جديدة، وتقول: “يا أخي هؤلاء ما يتعبون، وهم يوزّون عمارهم بهالشرائح يغرزونها في أبواكهم أو يحطونها في أماكن صعب كشفها.. يا أخي خليك على شريحتك القديمة، ترا فيها أرقام مخزنة، وأسماء من تعرفهم، والواحد من دون “تخزين” ما يمشي هالأيام”! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com