?«أفلا يتفكرون»، هكذا بدأ الموسم التاسع من برنامج خواطر مخاطبا عقول أدماها التعصب وأهلكها الجهل والتبعية، عقول جمدت ورفضت أن تتحرر، عقول أثقلتها الهموم اليومية ولم تعد ترى سوى اليوم بمشكلاته. كثيرة هي البرامج الواعظة والأكثر هم الوعاظ، وقليلة تلك التي ترسخ في وجداننا وتخاطب عقولنا، وتحاكي الحاضر بكل معطياته. ? مشاهد بسيطة يعرضها لنا أحمد الشقيري، بعد أن أخذت جهداً كبيراً في الإعداد والتلخيص، غير أن المعنى العميق لهذه المشاهد يلمس فينا وترا وربما أوتارا.? منذ انطلاق إشارة البداية لبرنامج خواطر، ونحن نعني العمق والهدف الذي يرمي إليه هذا البرنامج، بما فيه من مقتطفات من اسقاطاتنا وسلوكياتنا اليومية في الحياة. ? التعايش والثقة وحسن النية والنخوة والجيرة مواضيع ليست جديدة علينا، طرحت كثيرا وفي فترات زمنية تتجاوز الساعة والساعتين، إلا أنها لم تبلغ الأثر الذي خلفه برنامج خواطر في نفوسنا. قصر الفترة والتركيز على فكرة واحدة جعلت من خواطر قريبة من المتلقي. الجميل في هذا البرنامج ليس الطرح فقط ولكن المعلومة التي تردنا من حول العالم عن القيم والأفكار والسلوكيات التي تمارس في مختلف الثقافات. ? هذا البرنامج يجب ألا يكون محصورا على قناة واحدة، بل يجب أن يعمم على جميع القنوات وأن يبث طوال السنة وليس فقط في رمضان، فنحن نحتاج إلى برامج تخاطب عقولنا وانسانيتنا التي أغفلناها في زحمة الحياة. ? ربما يظن البعض أنه من المبكر جدا أن نحكم على هذا البرنامج بالنجاح فمازلنا في أول الشهر، ولكن لأننا اعتدنا خلال السنوات الثمان الماضية على التميز والعمق في الطرح، ولأننا نثق بفريق العمل في خواطر ومعد ومقدم البرنامج أحمد الشقيري، نحكم بثقة وحسن نية التي دعا لها الشقيري في الحلقة الثانية من خواطر. على نجاح هذا الموسم. ? تنتهي حلقات خواطر بجملة ترجمها الشقيري في الحلقة الثالثة «united we stand divided we fall»? «متحدين نقف متفرقين نسقط». نعم نحن بحاجة إلى برامج تنويرية وتثقيفية، لا برامج جدلية وخطابية. نحن بحاجة إلى برامج تبحث عن نقاط الإلتقاء والتقاطع مع الآخر، لا أن تسلط الضوء على الاختلاف والخلاف، نحن بحاجة إلى إنسانيتنا نحن بحاجة ملحة إلى أن نقف…?ونتفكر?. ameena.awadh@admedia.ae